حيث أصدَرَ ديواناً شعريّاً مُحقَّقاً للشَّاعرِ السيِّدِ حُسَينِ الرَّضَوِيّ الحائِرِيّ (ت 1156هـ) يحمل عنوان: (ذخائر المآل في مدح المصطفى والآل).
والديوان ينقل صُورةً حَيَّةً عَن شَخصيَّةِ الشَّاعرِ، فضلًا عن توثيقه لبعض الأحْداثِ والمناسَباتِ التَّارِيخيّةِ، وأماطَ اللثامَ عن بعضِ ملامحِ الأحوال المجتمعيّة، وطبائع الحياة وطبيعتها، ووقائع المعيشة ومناسباتها في المجتمع العراقيّ عامّة، ومجتمع مدينة كربلاء على نحوٍ خاصٍّ قبل ثلاثمائة عامٍ.
وقال مديرُ مركز تراث كربلاء الدكتور إحسان الغريفيّ: "وجدنا في هذا الدِّيوانِ أنّ الشَّاعرَ قد خاضَ في أغْلَبِ الأَغْراضِ الشِّعْريَّةِ المعرُوفةِ، إلَّا أنَّ المدِيحَ والرِّثاءَ قد شاعا فيه، وكانَ النَّصِيبُ الأوفرُ مِن المديحِ مُخصَّصًا لآلِ البيتِ (عليهم السّلام)، وكثُر فيه رثاءُ سيِّد الشُّهَداءِ الإمامِ الحُسَين (عليه السّلام) على غيره".
وأضاف "أمَّا تحقيقُ الدِّيوانِ فقد حقَّقَهُ الدِّكتورُ سَعد الحدّاد، وبذَلَ فيه جُهودًا طَيِّبةً ومَشكُورةً، وأمّا الجُهْدُ الذي بذَلَهُ مَركزُ تُراثِ كَربلاء، فيُمْكنُ إيجازُهُ بالأمورِ الآتيةِ:
• جَلْبُ مَخْطُوطتَيْنِ مُصَوَّرتَيْنِ للدِّيوانِ مِن دَارِ المخطُوطاتِ العراقيَّةِ ببغدادَ، ومُقابَلَتُهما مَعَ النَّصِّ المحقَّقِ.
• مُرَاجعةُ النَّصِّ المحقَّقِ لأكثر مِن مرَّةٍ، ومُقابَلَتُهُ مَعَ نُسَخِ المخطوطةِ.
• ضَبْطُ النَّصِّ المحقَّقِ، وتشكيلُ ألفاظهِ.
• تخريجُ جملةٍ مِن الرِّواياتِ المشارِ إليها في القصائدِ مِن المصادِرِ الموثوقةِ.
• إجْراءُ جملةٍ من التعديلاتِ على الهوامشِ وضبطها على وفقِ منهجيَّةٍ موحَّدةٍ.
• توضيحُ معاني بعضِ الألفاظِ التي بها حاجَةٌ إلى توضيحٍ، وإضافَتها إلى ما رَصدَهُ المحقِّقُ من ألفاظٍ أُخَرَ.
• عَمَلُ فهارس فنيّةٍ للديوان تضمّنت فهرسًا لقوافي المقطوعات الشعريّة والقصائد".
واختتم الغُريفيّ: "نَشكرُ الإخوةَ في وحدةِ تحقيقِ مركزِ تراثِ كربلاء الذِينَ ساهموا في إخْراجِ هذا الكتابِ إلى حيّزِ المطبوعِ، كما نشكرُ الإخوة في دَارِ المخطُوطاتِ العراقيَّةِ؛ لتزويدهم إيّانا بِنسختَيْنِ مِن المخطوطةِ".
يُذكر أنَّ الدواوين مرآةٌ عاكسةٌ لِلْبِيئةِ التي يعيشُ فيها الشعراء، فَضْلًا عن كَوْنِها مَصْدرًا توثيقيًّا يُؤرِّخُ لِلْأَحداثِ والوَقائِعِ في أزمنتها، ونجدُ مصداق هذا واضِحًا في طيَّاتِ دِيوانِ (ذَخائِر المآل في مَدْحِ المصطفى وَالْآلِ)، وهذا الديوان المُحقَّق ليس الأوّل على مستوى إصدارات مركز تراث كربلاء بل تمّ تحقيقُ عددٍ على هذه الشاكلة.