أكّد الرئيس الأميركي جو بايدن، أمس الثلاثاء، عدم وجود نية في إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا، لكنه حذّر روسيا مجدَّداً من عواقب "مهاجمة جارتها".
وقال بايدن للصحافيين إنه "لا توجد نية في نشر قوات أميركية أو تابعة للحلف الأطلسي في أوكرانيا". وذكر بايدن أنه "يبحث في فرض عقوبات مباشرة على الرئيس الروسي في حال المضي قُدُماً في غزو أوكرانيا".
بالتزامن، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية، نيد برايس، إن الولايات المتحدة لم ترسل بعدُ رداً مكتوباً إلى موسكو بشأن مقترحاتها الأمنية لأوروبا.
وأضاف برايس، في إفادة صحافية، رداً على سؤال بشأن جدول زمني لرد الولايات المتحدة الخطي على روسيا، أن "ما يمكنني قوله اليوم هو أن الرد لم يتم إرساله إلى موسكو، لكن يمكنني أن أؤكد لكم أنه بمجرد إرسال الرد سنعلمكم بذلك".
وتابع "سنقدم الرد على المقترحات الروسية بشأن الضمانات الأمنية هذا الأسبوع".
وأشار إلى "أننا كنا نتشاور على نطاق واسع مع حلفائنا وشركائنا، وأيضا أوكرانيا. لم نُعلمهم فقط، لكن أطلعناهم على ما سيكون في هذا التقرير، وذكروا ملاحظاتهم وأضفناها إلى تقريرنا"، مؤكداً أنه "لن تكون هناك مفاجآت في الرد بالنسبة إلى حلفاء الناتو أو أوكرانيا".
وفيما يتعلق بالمحادثات المرتقبة بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره الروسي فلاديمير بوتين يوم الجمعة، قال برايس "نرحب بالتأكيد بالحوار والدبلوماسية اللذين يمكن أن يعملا على خفض التصعيد الذي تنخرط فيه روسيا"، مضيفاً "أننا سندعم كل ما من شأنه أن يؤدي إلى تهدئة التوترات بطريقة حقيقية".
إلى ذلك، أوضحت الناطقة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أن الرئيس الأميركي جو بايدن "ليس لديه لا اهتمام ولا الرغبة في إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا".
لكن وزارة الدفاع الأميركية ("البنتاغون") أعلنت، يوم الإثنين، أن وزير الدفاع لويد أوستن وضع 8000 جندي أميركي في حالة "جاهزية متزايدة للانتشار" في أوروبا الشرقية، في حال قيام حلف شمال الأطلسي ("الناتو") بتنشيط قوة الرد السريع، بسبب التوترات مع روسيا.
أمّا فيما يخص العقوبات، فقال مسؤول كبير في الإدارة الأميركية إن "الولايات المتحدة تعدّ لفرض عقوبات على روسيا لمرة واحدة، وليس على مراحل، في حال شنت هجوماً على أوكرانيا".
وأوضح المسؤول الأميركي أن بلاده "على استعداد لفرض عقوبات ذات عواقب واسعة النطاق، وهو ما لم نفكر فيه في عام 2014. وهذا يعني أنه لن يكون هناك (مقدمة) على مراحل. هذه المرة سنبدأ من القمة، ونبقى هناك".
بالتزامن، قالت وزارة الخارجية الأميركية إن الوزير أنتوني بلينكن بحث هاتفياً مع نظيرته البريطانية، إليزابيث تراس، في تقييم المشاورات الأخيرة لـ"ردع روسيا عن تحشيدها العسكري المقلق في أوكرانيا، وبالقرب منها".
وأشارت الخارجية الأميركية إلى أن "الولايات المتحدة وبريطانيا تنسّقان معاً، وكذلك مع الناتو وحلفاء وشركاء أوروبيين، من أجل تشجيع روسيا على خفض التوترات والتزام المسار الدبلوماسي".
كما حذّرت الخارجية الأميركية من أنه "إذا سمحت بيلاروسيا باستخدام أراضيها في هجوم ضد أوكرانيا، فإنها ستواجه ردّاً سريعاً وحاسماً".
وأجرى الرئيس الأميركي جو بايدن والقادة الأوروبيون، يوم الإثنين، محادثات بشأن ردع أي هجوم روسي محتمل ضد أوكرانيا، تحدث الرئيس الأميركي خلاله عن "وحدة تامة" في رؤية الدول الغربية.
وخلافاً لكل التقارير والتصريحات، أكّد وزير الدفاع الأوكراني، أليكسي ريزنيكوف، من داخل البرلمان الأوكراني، أنّ بلاده لم تعد ترى وجود خطر لغزو روسي محتمل لها.
وقال ريزنيكوف إنّ "كييف لا ترى خطر غزو روسي واسع النطاق لأوكرانيا، بدءاً من اليوم"، مضيفاً أنّ التقييمات تشير إلى أنّ الروس "ينسحبون باستمرار، ويسحبون القوات، ويُجْرون التدريبات".
وأعرب وزير الدفاع الأوكراني عن يقينه بأنّه، حتى اليوم، "لم تنشئ القوات المسلحة الروسية مجموعة ضاربة، يمكنها شنّ غزو عنيف لأوكرانيا".