والندوةُ التي قدّمها مديرُ المركز المذكور الأستاذ حسن الجوادي، تندرج ضمن الأنشطة والفعّاليات التي يُقيمُها وينظّمها المركز، والهادفة إلى الإسهام في زيادة الوعي الثقافيّ لدى طلبة الجامعات، لكون أنّ العنصر الثقافيّ واحدٌ من أهمّ العناصر التنمويّة التي يُمكن أن تصنع حراكاً إيجابيّاً، ويُسهم في بناء منظومةٍ معرفيّة لخلق جيلٍ واعٍ متّخذةً من سيرة أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) منطلقاً ومحوراً لها.
وقال الأستاذُ الجوادي: "حاولنا خلال هذه الندوة أن نقدّم طرحاً حداثويّاً يتلائم مع الفئة المستهدفة، واتّخاذ قضيّة السيّدة الزهراء(عليها السلام) عنواناً ومحوراً لها، لكون أنّ هذه الشخصيّة تمثّل منهجاً ودستوراً لجميع مناحي الحياة، وفي مختلف الأزمان والعصور".
وأضاف "الندوةُ أجابت عن عدّة تساؤلاتٍ حول: لماذا البحث حول قضيّةٍ تاريخيّة مثل قضيّة الزهراء(عليها السلام)؟
وقد أجبنا عن ذلك بأنّ هذه الأبحاث التاريخيّة لها عدّة أسباب، منها:
- المؤثِّر والرمز:
فالناس تتأثّر بالرمز إلى حدٍّ كبير جدّاً وكلّ أمّةٍ تستحضر رموزها وشخصيّاتها، وقد باتت فاعليّة وخطورة هذا الأمر واضحةً، فالزهراء بالنسبة لنا تشكّل حلقةً محوريّة تأثيريّة ذات مقامٍ رمزيّ كبير، لا تستغني الأمّةُ عنه في أيّ مرحلةٍ من مراحلها.
- القيمة:
تعدّل وتضبط مفهوم الإنسان عن هذه الحياة، والإنسان يستمدّ قِيَمه من شخوصه ورموزه المحترمة المباركة.
- الهدفيّة والمحرّكيّة:
كلّ إنسانٍ تحرّكه أهدافُه، ومَنْ يعِشْ الهدفيّة في هذه الحياة سيدفع الفوضى للتلاشي، ومن هنا كانت الزهراء مؤثّرةً في مجتمعها ومن يهتمّ لها، إلى درجةٍ جعلت الناس يفكّرون بصورةٍ صحيحة تجاه أهدافهم المصيريّة.
- تكرّر سنن الحياة:
المشاكل هي نفسها منذ بدء الخلق إلى يومنا هذا، فيحتاج الإنسان إلى معيارٍ يستكشف به الحقيقة على مدار حياته ومنعطفاته ويدحض به الباطل، وكانت وما تزال الزهراء تمثّل شعلةَ حقٍّ ومعيارَ صدقٍ في الخُلُق والنُبلِ والفكر.
هذا وقد اختُتِمت الندوةُ بطرح جملةٍ من الأسئلة والاستفسارات، التي أثرت أجواء الندوة من قبل الحاضرين.
يُذكر أنّ مركز الدّراسات يؤمنُ بأنّ مواكبة التقدّم الحاصل باتتْ ضرورةً ملحّة على مستوى الشأن المعرفيّ ولا يُمكن إغفال ذلك بالمرّة، إذ أنّ المجتمع في ظلّ الأزمات التي يخلقها الإعلام والمحتوى المتواضع، أصبح بحاجةٍ ماسّة للرجوع إلى أُسُسه الأصيلة وقواعده الأخلاقيّة الرصينة وما هذه الأنشطة والفعّاليات إلّا مصداقٌ لهذا النهج.