كان هروب الشاه في السادس عشر من كانون الثاني/يناير عام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين بداية عهد جديد في تاريخ ايران وتتويجا لثورة شعبية طالبت برحيله؛ فى المطار تذرع الملك الذي لفظه الشعب بأنه يشعر بالتعب منذ بعض الوقت وهو بحاجة إلى الراحة. تاركا خلفه حكومة شابور بختيار اخر حكومة في عهده قبل ان يقوض النظام الملكي في ايران والى الابد.
هروب الشاه من إيران اصبح حافزا لتكثيف وتوسيع الحراك الثوري الاسلامي المناهض للملكية في المجتمع الايراني، والذي أصبح أكثر صعوبة في السيطرة عليه. وعجل بعودة قائد الثورة الاسلامية الامام الخميني (قدس سره) وانتصار ثورته.
كان لهروب الشاه وقع مشهود في الشارع الايراني حيث نزل الملايين الى الشوارع وهي تشعر ببزوغ فجر جديد على هذه الامة. وفي حين انسحبت آليات الجيش من طهران للمرة الاولى منذ أشهر، كانت السيارات تتحرك مع أصوات الأبواق والأضواء الساطعة بينما راح الناس يهتفون في الشوارع ويقبلون الجنود ويقدمون اليهم الورود. وأنزلت تماثيل الشاه الهارب وابيه من ساحات المدن الايرانية.
لم يمض على خروج الشاه من البلاد اربعة اسابيع حتى انتهي نظامه ومعه الفين وخمسمئة عام من الملكية في ايران بفعل الثورة التي تفجرت في مدينة قم المقدسة وامتدت الى انحاء البلاد عبر عدة محطات ثورية وتظاهرات عمت أنحاء البلاد، حتي توجت بانتصار الثورة الاسلامية والإعلان عن قيام الجمهورية الإسلامية في الحادي عشر من فبراير/شباط عام الف وتسعمئة وتسعة وسبعين بفضل دماء الشهداء وتضحيات الشعب الكبرى.