وفي هذا اللقاء الذي عقد بحضور مجموعة من العلماء والخبراء في الفقه، أكد آية الله السيد "مصطفى المحقق الداماد" على ضرورة تسلط الفقيه على القواعد الدينية قائلاً : "في الفقه السياسي، هناك أبواب مختلفة مثل باب الأمان وباب الأنفال، حيث يتم فحص مباحث مختلفة مثل حقوق القتلى لكن المشكلة أن بعض الفقهاء لا يهتمون كثيراً بالمباحث الكلامية للفقه خصوصاً ان المدارس الكلامية مثل العدلية والأشعرية لديها أطر تتطلب المعرفة والممارسة ونحن إذا فهمنا تأثير القواعد الكلامية، فسيتم حل العديد من المشكلات الفقهية. وعلى سبيل المثال، يجب الترويج لمباحث مثل الأنفال بين الجميع، ويجب أن يعلم الجميع أن الأنفال لا تعني الصدقة بل تعني المساعدة في الإنتاج والتوظيف".
وأضاف المحقق "الداماد" إلى أنه في العلاقات الدولية يجب دراسة ومطالعة جميع المصادر والكتب، مشيراً إلى أن الفقه السياسي فيه أقسام مختلفة مثل فقه المواطنة، وحقوق الإنسان، والقانون الإداري، وقانون العلاقات الإدارية بين الحاكم والأمة، والتي لم يرد ذكرها في أي كتاب أو مصدر، بينما تحدّث نهج البلاغة حول كل هذه القضايا.
وقد ذكر الإمام علي (عليه السلام) في نهج البلاغة قضايا الحريات الإنسانية وانتقاد الأمة للحاكم التي لا بد من مراجعتها.
وأكد المحقق "الداماد" على أهمية حرية التعبير، وكونها من الشروط المهمة لحكم البلاد، وقال: "يجب أن نتحدث جميعًا ونستمع إلى جميع الآراء، وأن نرحب بالجميع وإن كانوا من أتباع الديانات الأخرى أو حتى الكفار، فهذه مسألة تساعد على التقدم".
كما أعرب الطلاب وخبراء الفقه في هذا اللقاء عن آرائهم وتوجهاتهم المختلفة وسط جوٍ علميٍ بحثي .