وفي محاولةٍ لإنقاذ ما أمكن، يريد بايدن الإشادة بنتائج برنامجه للنفقات على البنى التحتية المتداعية في البلاد.
وقال البيت الأبيض، إنَّ "الإدارة أحرزت تقدماً مهماً في تطبيق أكبر استثمارٍ طويلِ الأمد منذ نحو قرنٍ، في البنى التحتية وتنافسيةِ أميركا".
وفي تشرين الثاني/نوفمبر، تمكّن الرئيس جو بايدن من تمرير خطةِ نفقاتٍ بقيمة 1200 مليار دولار، للاستثمار في الطرقات والجسور ومحطات السيارات الكهربائية. وأشاد بدعم السيناتور الديموقراطية كيرستن سينيما له.
ويوم الخميس، عارضت السيناتور سينيما نفسها في مجلس الشيوخ مشروع قانونِ انتخابٍ، كان بايدن وعد عبره بأن يحمي وصول الأميركيين الأفريقيين إلى صناديق الاقتراع، في مواجهة قيود تفرضها عدة ولايات في الجنوب.
هذا المشروع هو رمزٌ للتحوّل الذي يسعى جو بايدن للقيام به، بحيث وجّه في خطابين تحذيراتٍ من "خطورةٍ غيرِ مسبوقةٍ على الديموقراطية الأميركية"، وشنَّ هجماتٍ عنيفةً غيرَ مسبوقةٍ ضدَّ سلفه دونالد ترامب، وضد المعارضة على نحو عامٍّ.
وخطّط المعسكر الديموقراطي لدفع مشروع القانون بقوّةٍ من أجل تمريره، لكنّ الديمقراطيين لا يسيطرون سوى على 50 صوتاً في مجلس الشيوخ، يُضاف إليها صوت نائبة الرئيس كامالا هاريس، في مقابل 50 للجمهوريين. فمن دون كيرستن سينيما، ومن دون جو مانشين، وهو سيناتور ديموقراطي آخر متردد، فإن هامش المناورة محكومٌ عليه بالفشل، وكذلك الإصلاح الانتخابي.
ويوم الخميس أيضاً، ألغت المحكمة العليا إلزامية اللقاح التي كان الرئيس يريد فرضها على الشركات الكبرى.
كلُّ ما سبق هو بمثابة تذكيرٍ صارخٍ بأنَّ جو بايدن، الذي تولى منصبه قبل عام تقريباً، قطع وعوداً كبرى، لكن مع هامش مناورةٍ ضئيل.
على الصعيد الاقتصادي، بلغ التضخم أعلى مستوياته منذ عام 1982.
وبلغ عدد الأشخاص، الذين دخلوا المستشفيات بسبب إصابتهم بـ"كوفيد - 19"، رقماً قياسياً، في موجةٍ جديدةٍ أفرغت رفوف المتاجر الكبرى التي تواجه مشاكلَ نقصٍ متكررة منذ بدء الوباء.
وتؤكد استطلاعات الرأي، الواحد تلو الآخر، تراجع شعبية بايدن. بحيث أفاد استطلاعٌ أجرته جامعة "كوينيبياك"، يوم الأربعاء، أنَّ معدل شعبية الرئيس بايدن يبلغ فقط 33%.
في هذا الإطار، فإنَّ جهود المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، لإظهار نقاط القوة، لا تترك أثراً كبيراً.
وقالت ساكي، أمس الخميس، إنه "تمَّ تطعيم أكثر من 200 مليون شخص ضد كوفيد - 19"، وأضافت "سجلنا أرقاماً قياسيةً في خلق وظائف، بينما معدلات البطالة متدنية الى مستوى تاريخي. لقد أعدنا بناء تحالفاتنا وعلاقاتنا في العالم". ووعدت بأنَّ الرئيس "لن يتراجع وسيواصل دعم مشاريع صعبة".
وختمت بإعلان أنَّ الرئيس الأميركي سيعقد مؤتمراً صحافياً في الـ19 من كانون الثاني/يناير الجاري، عشية الذكرى الأولى لتنصيبه رئيساً.