وأعرب لافروف اليوم الجمعة، رداً على سؤال خلال مؤتمر صحفي حول نتائج عمل الدبلوماسية الروسية في عام 2021، عن معارضة موسكو لمحاولات الغرب فرض شروط إضافية لاستئناف الاتفاق النووي مع إيران، تشمل خاصة فرض قيود على برنامج طهران الصاروخي وتخص سلوك الجمهورية الإسلامية في المنطقة.
وتابع: "عارضنا هذا بشدة، ولو ساد هذا النهج فإن ذلك لم يكن عادلاً، لأن الحديث دار عن الاستئناف الكامل لخطة العمل الشاملة المشتركة التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي بنسختها الأصلية بعد انسحاب إدارة (الرئيس الأمريكي السابق دونالد) ترامب منها".
وأشار لافروف إلى أن القوى الدولية تمكنت في نهاية المطاف من الاتفاق على اتباع هذا النهج الذي دعمته روسيا، مضيفا: "أما بخصوص البرنامج الصاروخي والسلوك في المنطقة، فيقضي موقفنا بأن هناك الكثير من الشكاوى لدى جميع دول المنطقة وخارجها إزاء بعضها البعض".
وتابع: "تقع هناك دول لكل منها مصالح خارج حدودها وتأثير حقيقي على الأحداث في سوريا وليبيا وجيبوتي واليمن بطبيعة الحال".
وأكد لافروف أن روسيا لم تتوقف أبدا عن العمل على تطبيق مفهومها الخاص بالأمن الجماعي في منطقة الخليج الفارسي، لافتا إلى أن موسكو وطهران، خلال التفاوض على استئناف الاتفاق النووي، أقرتا بوجود طيف أوسع من القضايا تستدعي قلق الأطراف الإقليمية وزملاءها خارج المنطقة.
وقال: "دعونا نناقش كل هذه القضايا ضمن إطار عقد مؤتمر بخصوص الأمن في الخليج وأوسع.. يجب أن يكون نطاقه أوسع الآن على الأرجح ويشمل ملفات مثل اليمن والعراق لأن كل هذه الأمور مرتبطة ببعضها البعض".
ورجح وزير الخارجية الروسي أن مثل هذا المؤتمر سيجمع الإيرانيين والعرب، ولن تكون إيران بحد ذاتها موضع نقاش خلاله، بل سيطرح كل طرف على الطاولة مباعث القلق الخاصة به، منها الصواريخ التي لا تملكها إيران وحدها بل وتطورها دول عربية أيضا، بالإضافة إلى مباعث القلق المتعلقة بسوريا واليمن والعراق وغيرها من النزاعات الإقليمية.
ولفت لافروف إلى أن روسيا عقدت في الخريف الماضي مؤتمرا علميا جديدا بحضور خبراء من الدول التي من المحتمل أن تشارك في مثل هذا المؤتمر.
وتابع: "الآن العمل جار على استكمال استئناف خطة العمل المشتركة الشاملة، ولا يسهم فيروس كورونا في إنجاح هذه الجهود أيضا، لكن هذا المؤتمر لا يزال ضمن أولوياتنا وندرك أن هذه المبادرة لا يمكن تجاهلها".
وأشار الوزير إلى أن الصين وإيران تقدمتا بمبادرتين مماثلتين، غير أن المفهوم الروسي أوسع لأنه يقضي بالخروج خلف حدود منطقة الخليج الفارسي وانضمام دول من الأعضاء الدائمين الخمسة في مجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبي إلى التشاور.
أما بخصوص المباحثات النووية الجارية في فيينا حاليا، فأعرب لافروف عن تفاؤل موسكو إزاءها، قائلاً، إن تقدماً ملموساً أحرز وتأمل روسيا في إبرام اتفاق.