الفريق الايراني المفاوض ما زال يمضي قدما في سياق مبادراته البناءة للدفع بعجلة المفاوضات، مقابل استمرار الاطراف الغربيين في تقاعسهم ومواقفهم المنفعلة، رغم تغيّر ضئيل قد حصل خلال الفترة الاخيرة.
وفي السياق نفسه، تتواصل الاصوات والتحذيريات من جانب المسؤولين ووسائل الاعلام في دول الغرب، انه "لم يتبق الكثير من الفرص من اجل التوصل الى اتفاق"، لكن في الوقت نفسه يقرّ هؤلاء بان المباحثات ماضية باتجاه الامام.
التضارب الواضح في مواقف الغربيين من عملية التفاوض الجارية بفيينا، يدلّل بانهم عازمون على توظيف الحرب النفسية والاعلامية في هذه العملية؛ ولايخفى بأن اي تقدم في مسار المفاوضات لا يعتمد فقط على دور الطرف الايراني ومبادراته البناءة، بل يتطلب من جميع الاطراف المشاركة ان تقوم بدورها وتظهر موقفا مواتيا في هذا الاطار.
ومع تسليط الضوء على طبيعة حضور الفريق الايراني المفاوض الى طاولة الحوار والاجتماعات المكثفة التي يعقدها بمختلف الاصعدة للمضي قدما في هذه العملية، كما دأبه على اختصار الوقت والتسريع في وتيرة تقديم النصوص والمقترحات ذات الصلة، سيظهر مدى تقاعس وتماطل الترويكا الاوروبية، وايضا العراقيل التي تضعها الولايات المتحدة في مسار العملية التفاوضية.
الدليل على ذلك، ايضا ظهر في الحاح الاطراف الغربيين خلال الجولة الاولى من المفاوضات النووية مع الفريق الايراني الجديد بفيينا، وذلك من اجل العودة الى عواصمهم، وبالتالي توقف المباحثات انذك.
وفي اشارة عابرة الى الجولة الثامنة من مفاوضات فيينا، سيتضح بانها تدور حول 4 محاور : الغاء الحظر، وامكانية التحقق، والحصول على ضمانات، والقضايا النووية؛ وبذلك فإن المباحثات بين رؤساء الوفود المشاركة والخبراء تجري بصورة متزامنة لمناقشة هذه المحاور.
وعلى الصعيد ذاته، شهدت العاصمة النمساوية اليوم الاربعاء، مباحثات بين اعضاء فريق عمل المحور الثالث، بهدف تقييم وتحديد نسبة الانجازات المحققة في مجال القضايا التنفيذية ذات الصلة.
الوفد الايراني، مستمر في تقديم المبادرات البناءة والاليات والنصوص التي تهدف الى ايجاد حلول بشأن القضايا العالقة، بينما تقف بالجهة الاخرى ثلاثة وفود اوروبية، لم تقدم لحد الان اي مبادرة او حلول جديدة، وانما اكتفت بالرد على مقترحات ايران فقط.
يضاف ان، الجهود التي يبذلها الغربيون لاعادة النظر في القضايا المتفق عليها او تقديم مطالب جديدة خلال المفاوضات؛ الامر الذي يؤدي بدوره الى ابطاء وتيرة المضي قدما بهذه المفاوضات.
ياتي ذلك وسط العراقيل الاخرى التي طرات خلال الفترة الاخيرة، بما فيها عطلة راس السنة الميلادية وتعيين مفاوضين اوروبيين جدد والقيود الناجمة عن جائحة كورونا وغياب عدد من كبار المفاوضين لدى الترويكا الاوروبية؛ الامر الذي زاد الوضع تعقيدا.
ورغم كل هذه التحديات، لكن العملية التفاوضية في فيينا ماضية بحزم نحو حل القضايا الخلافية العالقة؛ وقد اجتمع في هذا الاطار كبير المفاوضين الايرانيين "علي باقري كني" امس الثلاثاء، بمنسق اللجنة المشتركة للاتفاق النووي "انريكي مورا"، كما اجرى مباحثات على مدى ساعتين مع رؤساء الوفود الاوروبية الثلاثة.
باقري كني، عازم على اجراء مباحثات يومية ثنائية ومتعددة الاطراف، مع نظرائه بفيينا؛ وذلك في سياق الهدف الذي تسعى وراءه ايران من المشاركة في مفاوضات فيينا؛ اي التوصل الى اتفاق مستديم وبالشكل الذي يمكن التحقق منه.