وأوضح عبد اللهيان أن الجولة السابعة كانت قد شهدت الكثير من المشاكل والاختلافات، وبرر ذلك بأن طرفي التفاوض -بعد تولي الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي- كانا بحاجة لبعض الوقت ليحددا أدبيات التفاوض فيما بينهما المحادثات كانت معقدة، لكن في الجولة الثامنة، سارت المحادثات في الاتجاه الصحيح.
وقال عبد اللهيان في مقابلة مع قناة الجزيرة: "إن المسار الصحيح للمفاوضات يعود إلى المقترحات التي قدمتها إيران.. وإذا كان الجانب الغربي لديه النية والإرادة الكافية، فإن يمكن التوصل إلى اتفاق جيد".
ومن وجهة نظر طهران -كما أوضح الوزير- فإن التوصل للاتفاق مرهون بالتزام الولايات المتحدة بالعودة لما تعهدت به في الاتفاق الذي جرى التوصل إليه عام 2015.
وفيما يتعلق بمطالب إيران برفع الحظر، أوضح عبد اللهيان أن طهران تطالب برفع كافة اجراءات الحظر التي فرضت عليها من قبل الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب بعد تراجعه عن الاتفاق، مشيراً إلى أن الطرف الأميركي أبدى استعداداً برفع بعض اجراءات الحظر التي يرى أن بقاءها قد يضر بالتوصل لاتفاق نووي، لكن طهران تتمسك برفع كافة اجراءات الحظر التي فرضت بعد التراجع عن اتفاق 2015 بما في ذلك اجراءات الحظر التي فرضت على التجارة الإيرانية الخارجية.
وأما عن الضمانات التي تطالب بها طهران فأوضح وزير الدبلوماسية الإيرانية أن طهران تطالب بضمانات تضمن عدم تكرار سيناريو التراجع عن الاتفاق كما حدث بعد وصول ترامب للسلطة.
ليس لدى الولايات المتحدة نوايا جادة للتوصل إلى اتفاق جيد
وقال عبد اللهيان، نسعى في هذه الجولة من المحادثات لرفع الحظر المتعلق بالاتفاق النووي . لكننا نؤكد أنه في المراحل المقبلة من المفاوضات ، يجب رفع جميع أنواع الحظر بشكل كامل".
وقال رداً على ما ستقوله طهران بشأن العقوبات الأمريكية التي تزعم أنها فرضتها على إيران بسبب قضايا حقوق الإنسان والنفوذ الإقليمي "هذه واحدة من المجالات التي يوجد خلاف بشأنها على طاولة المفاوضات". ويعتقد الأمريكيون والغرب أنه في أحسن الأحوال يمكن رفع بعض اجراءات الحظر التي أعاد ترامب فرضها حتى تستفيد إيران من مكاسب الاتفاق النووي الاقتصادية.
وقال "نؤكد أن جميع اجراءات الحظر التي فرضها ترامب بعد خروجه من الاتفاق النووي يجب أن ترفع واضاف إنهم يسعون لرفع اجراءات الحظر التي قد تضر بالاتفاق النووي ... ويعود سبب هذا الخلافات الى أن الولايات المتحدة ليس لديها نوايا جادة للتوصل إلى صفقة جيدة".
العلاقات مع الرياض
وفيما يتعلق بالمفاوضات التي تجريها بلاده مع السعودية في بغداد، أكد استعداد طهران لإعادة العلاقات الدبلوماسية مع السعودية في أي وقت تعلن الرياض رغبتها بذلك.
وأوضح عبد اللهيان أن السعودية ترغب ببحث كافة القضايا الإقليمية لكن طهران تريد أولاً التركيز على القضايا والعلاقات الثنائية ومن ثم الانطلاق للشؤون الإقليمية.
وسعى الوزير الإيراني لتبديد مخاوف جيران بلاده من توسع نفوذ إيران الإقليمي وقوتها الصاروخية، وأكد أن النفوذ الإيراني يصب في مصلحة طهران وجيرانها العرب والمسلمين، ولن يكون ضدهم أبداً.
كما انتقد تطبيع بعض جيران إيران علاقاتهم مع الكيان الصهيوني، مشدداً على قناعته بأن هذه الدول ستكون هي أول من ستدفع ثمن التقارب مع الكيان الصهيوني.