وبمناسبة الذكرى السنوية الثانية لاستشهاد القائد السابق لفيلق القدس التابع لحرس الثورة الايراني "الحاج قاسم سليماني"، والنائب السابق لرئيس الحشد الشعبي في العراق "الحاج أبومهدي المهندس" ورفاقهما، نظمت وكالة الأنباء القرآنية الدولية "إكنا" ندوة إفتراضية تحت عنوان "الشهيد سليماني؛ رجل الميدان والدبلوماسية"، وذلك في مقرها بالعاصمة الايرانية طهران حيث إستضافت ضيوفاً من العراق ولبنان واليمن وسوريا عبر الشاشة المباشرة وبطريقة مرئية حيث تحدثوا عن سمات وخصائص الشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيقه الشهيد "أبومهدي المهندس".
وأقيمت هذه الندوة الالكترونية بمشاركة كل من المحلل السياسي ونائب رئيس مركز "أفق" للدراسات السياسية في العراق "الأستاذ ماجد الشويلي"، والإعلامي والخبير السياسي اللبناني "فيصل عبدالساتر"، والباحث اليمني ورئيس ملتقي الوعي والتلاحم الشبابي "السيد صادق الشرفي"، وأستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق "الدكتور بسام أبوعبدالله".
دور الشهيدين سليماني والمهندس في مواجهة الاستبداد الأمريكي
وإستهل الندوة، المحلل العراقي "ماجد الشويلي" قائلاً: لاشك أن للشهيد الحاج قاسم سليماني ورفيقه أبومهدي المهندس سمات وخصائص ميزتهما وأعطتهما زخماً كبيراً وأثراً بالغاً في نفوس جميع الناس ليس في نفوس أبناء بلديهما وليس في نفوس المسلمين فحسب بل حتي في نفوس غير المسلمين بل كل الشعوب التواقة للحرية والتخلص من الإستبداد الأمريكي.
وأوضح أن كل شخصية تبنت مبادئ سامية وعالية ورفيعة كلما تسامت بسمات هذه المبادئ والمُثل، فهذان الشهيدان ناضلا وجاهدا في سبيل قضية إنسانية ووطنية وأخلاقية ألا وهي مواجهة الإستبداد والإستكبار والظلم والطغيان الأمريكي والوقوف بوجه المشاريع الصهيونية.
وأكد الخبير والمحلل السياسي العراقي أن هذه هي أهم ركيزة في شخصياتهما فضلاً عن الخصائص الذاتية والفردية إذ أنهما من مدرسة الإمام الخميني (رض) وإنهما من مدرسة القرآن ومن مدرسة الإمام الحسين(ع) ومن مدرسة التواضع والتبتل والدعاء والصلاة والخشوع والودّ والمحبة للناس.
وأردف الشويلي موضحاً أن هذه هي الخصائص التي تميز بها الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس في وقت نشهد فيه عالماً منغمساً بالماديات وتحاول أمريكا فرض قيمها علي العالم تحت غطاء الحداثة.
وأكد أن من ينظر إلي كل من الشهيدين الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس سيجد أنهما منذ نعومة أظافرهما سلكا طريق التعبد والطاعة لله وطريق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وطريق الجهاد بوجه أتعس وأعتي قوة غاشمة في العالم وهي من تحمل عنوان الشيطان الأكبر.
الحاج قاسم سليماني قلّ نظيره علي مدي تأريخ الأمة الإسلامية
وبعد ذلك، تحدث في ندوة "الشهيد قاسم سليماني؛ رجل الميدان والدبلوماسية" الإفتراضية، الباحث اليمني "الشيد صادق الشرفي" حول دور الفريق الشهيد قاسم سليماني في تعزيز جبهة المقاومة في اليمن والقضاء علي داعش في العراق وسوريا، قائلاً: إنه كان رجلاً إستثنائياً في عمر الأمة الإسلامية وتأريخها.
وأضاف أن الحاج قاسم سليماني قلّ نظيره علي مدي تأريخ الأمة الإسلامية لأنه كان يحمل همّ المسلمين وكان رجلاً ربانياً موجهاً بتعاليم أهل البيت (ع) والسيد القائد السيد علي الخامنئي.
وأردف أن أي مظلومية كانت تحدث في أي مكان ليس فقط علي مستوي الدول المجاورة بل البلدان المحسوبة علي المذهب الشيعي بل كان يناصر كل المسلمين كما شاهدنا في تأريخه أنه كان يدعم المستضعفين في البوسنة والهرسك.
وأكد السيد صادق الشرفي أن الحاج قاسم قد ولي إهتماماً كبيراً لليمن علي المستوي العسكري والثقافي والإعلامي وعلي المستوي اللوجستي بل كانت له مساهمة ومساعدة في كل الأصعدة وحرّك العديد من القادة العسكريين لدعم الشعب اليمني المظلوم.
وإلتحق بالندوة من لبنان، الاعلامي والخبير السياسي "فيصل عبدالساتر" حيث تحدث عن دور الشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبومهدي المهندس قائلاً: إن الجميع بات يعرف بدورهما في أكثر من ساحة وتحديداً الشهيد سليماني الذي كانت له مهام كثيرة وكثيرة جداً بدأ من الساحة الإيرانية إلي الساحة الأفغانية إلي الساحة العراقية والسورية واليمنية وغيرها.
ثم تحدث مجدداً صادق الشرفي من اليمن حول المجالس القرآنية التي تقام إحياء لذكري إستشهاد الحاج قاسم سليماني وأبومهدي المهندس والمحاضرات التعريفية بشأن هذين الشهيدين قائلاً: بما أن الشهيدين العظيمين بمثابة القدوة المثلي لشباب العالم الإسلامي ولكل الأجيال القادمة، فيجب أن تكون هناك برامج حول تأريخ هؤلاء العظيمين وسيرتهما.
وطالب بتنظيم برنامج للأطفال يتم خلالها التعريف بشخصية القائدين الشهيدين واصفاً إياهما بالمثل العلياء للعزة والغيرة ليتعلم منهما الأطفال أن يكونوا غيورين علي الإنسانية والمقدسات.
دور الشهيدين سليماني والمهندس في تعزيز الحشد الشعبي
وبدوره، ردّ الباحث العراقي ماجد الشويلي علي سؤال حول دور الحاج قاسم سليماني والحاج أبومهدي المهندس في تعزيز الحشد الشعبي في العراق،قائلاً: إن الشهيد الحاج قاسم سليماني كما وصفه سماحة قائد الثورة الاسلامية الايرانية آية الله السيد علي الخامنئي كان معجزة حقيقية.
وأضاف أن التعبئة العامة حصلت لثلاثة أسباب، الأول أن ذلك حصل بمدّ إلهي وثانياً بسبب فتوي المرجع الديني سماحة السيد السيستاني وثالثاً أن الشهيد سليماني كان لديه تواصل مع مكونات الشعب العراقي وكانت لديه قنوات تواصل مع كافة أبناء الشعب العراقي وهم يكنون له المودة والإحترام.
وأردف الشويلي مبيناً أن الحاج قاسم سليماني تواصل ودافع عن الإيزديين كما دافع عن الشيعة وأيضاً دافع وناضل دفاعاً عن أهل السنة كما دافع عن أبناء المذهب الشيعي.
وإستطرد قائلاً: إن الشهيد فتح أبواب مخازن السلاح والإمكانيات الإيرانية علي مصرعيها أمام المجاهدين ولم يبخل علي الشعب العراقي بشئ.
وقال إننا نجد اليوم في محافظاتنا الشمالية وفي المحافظات الغربية أيضاً هناك من يرفع صور القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني وفي هذه المحافظات أيضاً هناك من معه ذكريات وخواطر طيبة.
ثم عاد الصحافي والخبير السياسي اللبناني "فيصل عبدالساتر" إلي الندوة وتحدث حول إعتراف الرئيس السابق لهيئة الاستخبارات في الجيش الإسرائيلي "الجنرال تامير هايمان" بدور الكيان الصهيوني في إغتيال الشهيد الحاج قاسم سليماني، قائلاً: إن هذا لم يكن جديداً بالنسبة لنا لأننا نعلم تماماً أن الحاج قاسم سليماني لطالما كان هدفاً للعدو الإسرائيلي وكانت إسرائيل تعمل ليل نهار علي هذا الأمر وكانت تصرح بذلك وتعتبر اللواء قاسم سليماني هو عدوها الأول في المنطقة وبالتالي هذه التصريحات ليست مفاجئة.
وإستطرد مبيناً أنه يعتقد أن مثل هذا التصريح يريد أصحابه أن يستثمروه سياسياً داخل الكيان الصهيوني لأجل تحقيق مكاسب سياسية معينة أو مكاسب إنتخابية أو اللعب علي بعض الأمور داخل التوازنات الإسرائيلية.
وأكد أن المهم هو عملية الإغتيال التي حصلت علي أرض عراقية لضيف بمستوي الشهيد سليماني وهو الذي كان ذاهباً إلي العراق بزيارة رسمية ومعلنة ولديه لقاءات مع مسئولين ويبقي السؤال الأساسي "من الذي إضطلع بهذا الدور الخبيث وقدم كل المعلومات وكل التسهيلات لحصول عملية الإغتيال هذه؟"
وقال إن هذه التصريحات إذا كانت صحيحة فهذا أكبر وسام شرف للشهيدين الحاج قاسم سليماني وأبومهدي المهندس أنهما أستشهدا علي أيدي أرذل من في الأرض وعلي أيدي ألد أعداء البشرية إلا وهم الصهاينة.
ثم تحدث صادق الشرفي من اليمن قائلاً: إن الحاج قاسم سليماني كان رجلاً إستثنائياً علي مستوي المرحلة الزمنية الحاضرة لأنه لايمكن لأحد النظر في إتجاه دون أن يجد له بصمات.
وأضاف أنه كان قادراً في تلمس هموم المستضعفين ليس السياسية والعسكرية فقط إنما كانت له فعاليات ثقافية كما إنه ربّي العديد من عناصر الحرس الثوري علي ذلك كما أننا شهدنا السفير الايراني لدى اليمن الشهيد "حسن إيرلو" الذي أستشهد قبل أيام بعد خروجه من اليمن وهو كان من كوادر الحاج قاسم وتلمذ علي يد الشهيد.
علي الشباب الإقتداء بـ "الحاج قاسم سليماني"
وبدوره، أكد أستاذ العلاقات الدولية في جامعة دمشق، "الدكتور بسام أبو عبد الله" في حديثه مع وكالة الأنباء القرآنية الدولية(إكنا) بمناسبة الذكري السنوية الثانية لإستشهاد الحاج قاسم سليماني ورفيقه الحاج أبومهدي المهندس علي يد الولايات المتحدة الأمريكية بطائرات مسيرة بالقرب من مطار بغداد الدولي، قائلاً: علي الشباب الإقتداء بالحاج قاسم سليماني الذي يمثل قيمة كبري في العالم الإسلامي بدلاً من إتباعهم القيم الليبرالية التي تحاول قوي الإستكبار نشرها في العالم المعاصر.
وأضاف أنه لاشك أن إحياء الذكري السنوية لإستشهاد القائد الشهيد الحاج قاسم سليماني فيه الكثير من الدروس وفيه الكثير من الرسائل التي يجب أن نتعلم منها ويجب أن ندرسها بعناية وخاصة أن الشهيدين الكبيرين كانا لديهم إيمان عميق بأن الحياة فانية وأن أعمال الإنسان هي الخالدة.
وأشار أستاذ العلاقات الدولية بجامعة دمشق الى أنه إذا أردنا أن نقيس دور الحاج قاسم سليماني في محور المقاومة فهو في سجله الكثير من الأعمال البارزة والمهمة جداً بما في ذلك مقاومة الإحتلال الأمريكي الغاشم للعراق في عام 2003 للميلاد ثم الدعم الكبير للمقاومة في لبنان والمقاومة في العراق والأهم من ذلك في سوريا في مواجهة تنظيم داعش الإرهابي الممول أمريكياً.
وأردف أن الحاج قاسم سليماني هو قيمة كبيرة بالنسبة لجيل الشباب الذي بدل أن يتبع القيم الدونية التي تحاول القوي الرأسمالية الليبرالية نشرها عليها أن تتعلم من هذا القائد الكبير في التواضع والنزاهة وفي العمل علي الأرض وفي محبة الناس في كل مكان إذ كان يحب شعبه وجميع الناس سواسية وكان يساعد المستضعفين في كل مكان.
وإستطرد الدكتور بسام أبو عبدالله قائلاً: إن هذا ما جعل القائد الشهيد قاسم سليماني يحظي بحبّ الشعوب في سوريا والعراق والشعوب الأخري من أقصي الأرض.