والعملُ المسرحيّ أُقِيم بالتنسيق مع قسم الشعائر والمواكب الحسينيّة وقسم ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن، وقدّمته فرقةُ المسرح المتنقّل لهيئة الطفوف الحسينيّة في قضاء المِدَيْنة في محافظة البصرة، وسط حضورٍ كبيرٍ من قِبل الزائرين الذين تجمهروا حول خشبة المسرح، التي نُصِبت في ساحة ما بين الحرمَيْن الشريفَيْن.
والمشاركون بالعرض جسّدوا عبر فنّ المسرح الحسينيّ وبالاستناد إلى كتب التاريخ المعتبرة قبساتٍ من سيرة حياة السيّدة الزهراء (عليها السلام)، وما حلّ عليها من الظلامات بعد رحيل والدها النبيّ الأكرم (صلّى الله عليه وآله).
والقائمون على هذا العرض حرصوا عبر استثمار الفنّ المسرحيّ (مسرح الهواء الطلق)، على التعريف بهذه السيّدة العظيمة ومآثرِها وعظمة شخصيّتها، إضافةً إلى إيصال جزءٍ من بعض ما حلّ عليها من الظلم، على أيدي أعداء الدين والإنسانيّة والغاصبين حقّها (عليها السلام).
كما تخلّلت العرض المسرحيّ وصلاتٌ صوتيّة لعددٍ من عمداء المنبر الحسينيّ، وهم ينعونَ مصائب أهل البيت (عليهم السلام)، في محاولةٍ لربط الجمهور معهم وإشجاء قلوبهم واستدرار دموعهم على مصيبة الزهراء (عليها السلام).
يُذكر أنّه في مثل هذه الأيّام من كلّ عام يكثر ويتجدّد الحديثُ عن أيّام شهادة مولاتنا الصدّيقة الشهيدة فاطمة الزهراء (عليها السلام)، وإنّ تعدّد مواسم إحياء ذكرى شهادة الصدّيقة الكبرى فاطمة الزهراء (عليها السلام) سببُهُ تعدّد الروايات الكثيرة التي ذكرت ذلك، إلّا أنّ الذي اشتهر هي ثلاثة أقوال، وفيها يكون إحياء موسم الأحزان الفاطميّة.