بين (معرفة) الله تعالى و (تفويض) الأمر اليه مسيرة فيها كل مراحل تكامل الإنسان، ونقطة البداية هي أن يتعلم الإنسان (أدب العبودية) وبدونه لا يمكن أن يتقدم على هذا الطريق اللاحب الطويل.
والمرحلة الأخيرة هي التفويض وهو أن يذوب الإنسان في إرادة الله. وأكبر عائق أمام هذه المسيرة التكاملية هو صنم « الذات » و « الأنا » ، وإذا تم للعبد إفناء (الأنا) فقد وقع بالكامل في امتداد إرادة الله العزيز القهّار.
والغاء "الأنا" ليس تعطيلا للإرادة وإنما هو ارتفاع الإنسان إلى مستوى تسديد الله سبحانه لإرادة هذا الانسان، وبين المعرفة والتفويض مراحل تكاملية متوسطة تشدّ العبد بالله تعالى بوثاق الحبّ والهيام والوجد.
وروي عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) قال:
« أول العلم معرفة الجبّار وآخر العلم تفويض الأمر إليه ».
تأملات في السلوك والعرفان
للشيخ محمد مهدي الآصفي (رض)