وأشار مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة السفير بسام صباغ خلال جلسة لمجلس الأمن اليوم إلى أن تقرير الأمين العام للأمم المتحدة حول الوضع الإنساني في سوريا تجاهل الآثار الكارثية للإجراءات القسرية وللحصار غير الشرعي الذي تفرضه الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ويعاني منهما كل سوري مبيناً أن أي تقييم موضوعي للتعقيدات المتصلة بالوضع الإنساني في سوريا يقود إلى نتيجة واحدة مفادها أن السبب الرئيسي فيها هو الاحتلال التركي وممارساته وجرائمه ورعايته للتنظيمات الإرهابية والكيانات المرتبطة به في شمال وشمال غرب سوريا.
وأوضح صباغ أن سوريا نقلت إلى مجلس الأمن عبر رسائل مختلفة سجلاً تفصيلياً عن ممارسات النظام التركي وجرائمه بحق الشعب السوري بما فيها قطعه المياه وسياسات التتريك والتي تتطلب جميعها ردعاً عاجلاً وحازماً من مجلس الأمن ومساءلة النظام التركي عن جرائمه المختلفة ومحاولاته اليائسة لإعاقة توطيد الاستقرار في سوريا بما فيها عرقلته لتنفيذ القوافل الإنسانية عبر الخطوط وتطبيق "خطة الأشهر الستة".
ولفت صباغ إلى ممارسات القوات الأمريكية الموجودة بشكل غير شرعي في شمال شرق سوريا ومواصلتها دعم الميليشيات الانفصالية وتيسيرها قيام منظمات غير حكومية بإدارة عمليات قرصنة عبر الحدود مع العراق عبر معبر "فيش خابور" في تناقض فاضح مع قرارات مجلس الأمن واستخدام المساعدات الإنسانية ذريعة لانتهاك سيادة الدول، وأحدث ممارسات تلك القوات قيامها بإدخال كميات كبيرة من بذار القمح التي تحمل إصابات مرضية خطيرة عبر معبر "سيمالكا" غير الشرعي لإلحاق المزيد من الأضرار بالسوريين واقتصادهم الوطني.
وبين صباغ أن سوريا واصلت بذل كل الجهود الممكنة وتقديم التسهيلات اللازمة للأمم المتحدة ووكالاتها المختصة لتيسير تنفيذ الولاية ذات الصلة في القرار 2585 في مقابل عرقلة مستمرة من قبل النظام التركي وأدواته الإرهابية مشيراً إلى أن التعاون بين سوريا والمنظمة الدولية نجح في نهاية آب الماضي بتسيير قافلة لبرنامج الغذاء العالمي عبر الخطوط من حلب إلى سرمدا في محافظة إدلب والتي قوبلت بحملة عدائية هستيرية شنها النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له حالت دون توزيع حمولتها على المحتاجين حتى الآن وأدت إلى عرقلة عبور قافلة أخرى كان مقررا أن تتوجه إلى سرمدا في التاسع من الشهر الماضي خلال زيارة المدير العام لبرنامج الغذاء العالمي ديفيد بيسلي إلى حلب حيث عمدت التنظيمات الإرهابية الى استهداف المعابر والمسارات التي ستسلكها القافلة بقذائف صاروخية كما عرقلت قافلة مماثلة كانت مقررة في الثامن والعشرين من الشهر الماضي.
سوريا والتزاماً منها بتعزيز الوصول من الداخل إلى كل أنحاء البلاد وافقت على "خطة الأشهر الستة" التي تقدمت بها الأمم المتحدة وتجاوبت بشكل إيجابي وبسرعة قياسية مع جميع الطلبات التي تلقتها
وأوضح صباغ أن سوريا والتزاماً منها بتعزيز الوصول من الداخل إلى كل أنحاء البلاد وافقت على "خطة الأشهر الستة" التي تقدمت بها الأمم المتحدة وتجاوبت بشكل إيجابي وبسرعة قياسية مع جميع الطلبات التي تلقتها ما أتاح تسيير قافلة مساعدات غذائية وغير غذائية مقدمة من برنامج الغذاء العالمي واليونيسيف وصندوق السكان إلى سرمدا في التاسع من الشهر الجاري، مؤكداً أن ما تم تحقيقه من قبل الدولة السورية لتعزيز الوصول عبر الخطوط إلى الشمال الغربي يجب أن يلقى كل الترحيب من قبل مجلس الأمن لكن من المؤسف تجنب تقرير الأمين العام تسمية الأمور بمسمياتها وعدم إشارته بشكل صريح لا لبس فيه إلى مسؤولية النظام التركي والتنظيمات الإرهابية التابعة له عن إعاقة تنفيذ هذه الولاية على النحو المطلوب.
وأشار مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة إلى أن تقرير الأمين العام أكد أن الوصول إلى شمال شرق سوريا كان دائماً ممكناً لمعظم الإمدادات وأنه تم تسيير 625 شاحنة وسبعة جسور جوية وعلاوة على ما ذكره التقرير حول موافقة سوريا على قافلة لليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية عبر الخطوط إلى رأس العين وتل أبيض للتطعيم ضد فيروس كوفيد 19 فقد وافقت سوريا أيضاً على مهمة تقييم إنسانية للأمم المتحدة في تلك المنطقة وهي الموافقة السادسة التي تمنحها في إطار تنفيذ القرار 2585 وتزامنت مع صدور تقرير الأمين العام الذي أكد أن كل طلبات الوصول لقيت رداً إيجابياً من سوريا.