وقال روانجي إن مقترحاتنا في فيينا مطابقة تماما لنص الاتفاق النووي والقرار 2231 الصادر عن مجلس الأمن الدولي.
وقال تخت روانجي في كلمته التي ألقاها يوم الثلاثاء خلال اجتماع لمجلس الأمن حول تنفيذ الاتفاق النووي والقرار 2231: لقد أثبتنا إرادتنا السياسية الحقيقية وجديتنا اللازمة وتفاعلنا البناء مع الاطراف الأخرى للوصول الى إتفاق جيد في أسرع وقت. الآن على الأطراف الأخرى أن تثبت بانها تريد حقيقة، القبول والتنفيذ المؤثر مع حسن النية لجميع تعهداتها الواردة في الاتفاق النووي.
وأضاف: نحن لا نتحدث عن تقديم شرط مسبق أو شرط جديد. بل نتحدث عن الشروط الواردة في الاتفاق النووي والقرار 2231؛ والتي تشكل أساس الاتفاق النووي ما أدت الى توازن التعهدات المتقابلة للطرفين في الاتفاق.
وتابع تخت روانجي: ان الاتفاق النووي لا يفيد الشعب الايراني دون تنفيذ هذه الشروط بصورة كاملة. لذا فاننا نطالب بالتنفيذ الكامل والسريع، ودون شرط مسبق وبصورة عملية، لا اكثر ولا أقل.
واضاف: ان محاولة ارتهان تنفيذ الاتفاق النووي بقضايا خارج إطار الاتفال النووي أو طرح وجهات نظر مثل التفاوض من جديد حول الاتفاق النووي لتوسيع نطاقه الموضوعي أو جدوله الزمني أو مقترحات مثل الأقل مقابل الاقل أو الأكثر مقابل الأكثر، هي محاولة مرفوضة تماما وموبوءة بالفشل.
*تداعيات إجراءات الحظر الاميركية
واشار الى ان ايران قد حرمت منذ نحو 4 اعوام من حقوقها وامتيازاتها في الاتفاق النووي بصورة كاملة واضاف: ان بعض الحكومات تسعى مثيرة أن اصرارنا على الإحياء الكامل والقابل للتحقق لحقوقنا بانه إجراء غير بناء وغير مرن، في حين تلتزم الصمت إزاء اجراءات الحظر الاميركية غير القانونية واللاانسانية والتي تعد حربا اقتصادية شاملة ضد ايران والهدف منها معاقبة جماعية للشعب وتستهدف المواطنين الضعفاء وتضر الفقراء اكثر من الاغنياء والمرضى اكثر من الاصحاء والرضع والاطفال اكثر من الكبار. هذه الاجراءات هي في الواقع تساوي الارهاب الاقتصادي.
ونوه الى ان المقرر الخاص للامم المتحدة اعتبر التداعيات السلبية للاجراءات القسرية الاحادية والحظر الاميركي انها "غير عادلة وخطيرة ومخربة للاقتصاد والمال الايراني وتعد السبب في فقر ملايين الايرانيين وتؤدي الى غلاء السلع المستوردة ومنها السلع الانسانية الطارئة".
واشار تخت روانجي الى خروج اميركا من الاتفاق النووي وانتهاكها المستمر والممنهج لتعهداتها القانونية في اطار القرار 2231 وميثاق الامم المتحدة والقوانين الدولية فضلا عن تناقض اجراءاتها مع القرار الصادر عن محكمة العدل الدولية في لاهاي الصادر بالاجماع والذي يلزم اميركا برفع العقبات من امام التجارة الانسانية مع ايران.
واوضح ان هذه الاجراءات الاميركية ادت الى إلحاق أضرار واسعة وشديدة جدا بالشعب الايراني واقتصاد البلاد والتأثير على معيشة الكثير من أبناء الشعب وايجاد خلل كبير في اقتصاد البلاد واضاف: ان اميركا فرضت ضغوطا غير مسبوقة على الدول الاخرى من أجل عدم تنفيذ القرار 2231 وهددتها بفرض عقوبات عليها إن لم تنصاع لامرها وهو ما يعد أمرا لا سابق له في تاريخ مجلس الامن.
*اجراءات ايران التعويضية
واشار الى اتخاذ ايران بعض الاجراءات التعويضية إزاء عدم التزام الاطراف الأخرى بتعهداتها، وذلك بغية إيجاد التوازن في التعهدات المتبادلة ومزاياها وأضاف أن بعض الدول أثارت الضجيج إزاء اجراءات ايران التعويضية وكأن ايران هي التي خرجت من الاتفاق النووي وفرضت عليها اجراءات حظر لاانسانية لا حصر لها بهدف معلن وهو تجويع الشعب.
وقال تخت روانجي: انهم يتحدثون ايضا حول بعض أنشطتنا النووية السلمية وكأن ايران خرقت التزاماتها في إطار معاهدة حظر الانتشار النووي في حين التزموا الصمت المطبق تجاه أعمال الكيان الاسرائيلي الارهابية والتخريبية ضد البرنامج النووي السلمي الايراني.
واكد أن إيران بذلت جهودا أكبر من حصتها للحفاظ على الاتفاق النووي ومن البديهي أنه على سائر الاطراف التي نقضت التزاماتها منذ يوم تنفيذ الاتفاق والقرار 2231 أن تتحمل مسؤولية أكبر لإعادته لذا فانها لا يمكنها ان تلعب دور الضحية وأن تلوم ايران واضاف: لو كانت لدى الاطراف الاخرى الإرادة السياسية الحقيقية لاحياء الاتفاق النووي فعليها إجراء خطوات عملية صريحة عبر التنفيذ الكامل والمؤثر والقابل للتحقق لجميع التزاماتها الواردة في الاتفاق.
*الصواريخ البالستية
واكد رفض ايران الكامل لاي مسعى لتقديم تفسير اعتباطي ومحرف عن البند 3 من الملحق (ب) للقرار 2231 بهدف ربطه باطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية من قبل الجمهورية الاسلامية واضاف: اننا ووفقا لادلة فنية وقانونية تفصيلية قدمناها في رسائل متعددة لرئيس مجلس الامن، يعد اطلاق الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية خارجا عن نطاق القرار 2231 تماما. فحسب القوانين الدولية يعد امتلاك برنامج صاروخي تقليدي حقا ذاتيا لم يتم منعه او تقييده اطلاقا في القرار 2231. نحن سنواصل انشطتنا في مجال الصواريخ الباليستية والصواريخ الحاملة للاقمار الصناعية الضروريين كلاهما لتوفير امننا ومصالحنا الاجتماعية-الاقتصادية.
*لا يوجد حل سحري
واكد سفير ومندوب ايران ان المفاوضات الراهنة الجارية في فيينا لن تصل الى نتيجة عبر توجيه انتقادات نحو ايران وتحديد فرص زمنية مع التهديد والترهيب وطرح اتهامات مزعومة أو نشر معلومات خاطئة أو القيام باعمال تخريبية وارهابية في ايران، بل إنها ستنتهي بالنجاح فقط بالمشاركة الصادقة والارادة السياسية الواقعية والمبنية على حسن النية في المفاوضات والالتزام بمبدأ واحد أي التنفيذ الكامل والمؤثر والقابل للتحقق لالتزامات جميع الاطراف في إطار الاتفاق النووي، لا شيء اكثر ولا اقل، معتبرا هذا الحل أسهل وأنجز ولا يوجد هناك أي حل سحري.
*قضايا المنطقة
وحول ما طرح في الاجتماع بشان قضايا المنطقة اكد تخت روانجي سياسة ايران المبنية على الاحترام الكامل للقوانين الدولية والاحترام المتبادل وحسن الجوار والتعاون والحوار وكذلك صون السلام والامن الاقليمي عن طريق المشاركة الفاعلة لجميع دول المنطقة واضاف: نحن عازمون على متابعة هذه السياسة بحسن النية وان نهجنا الاخير تجاه المنطقة نابع عن هذا معتقدنا بانه على دول المنطقة ان تضع ايديها بايدي البعض وحل الخلافات بصورة ودية وعدم السماح للاخرين بالتدخل في المنطقة وزرع بذور الخلاف بين دول المنطقة.
واعتبر أن المصدر المهم لزعزعة الامن وعدم الاستقرار في المنطقة هو الانتشار العسكري الاميركي الواسع فيها والذي حوّل المنطقة الى المكان الاكثر تراكما للقواعد العسكرية الاجنبية في العالم.
واعتبر ان المصدر الآخر لزعزعة الأمن في المنطقة هو تصدير الاسلحة الاميركية على نطاق واسع اليها حيث بلغت خلال الاعوام 2016-2020 نحو نصف صادرات الاسلحة الاميركية للعالم، لافتا في هذا الصدد الى ان بعض الدول الغربية ايضا تصدر اسلحتها الفتاكة الى دول المنطقة وقال: ان سياسة الدول الغربية هذه قد حولت المنطقة الى برميل بارود.
واضاف تخت رواجي انه فضلا عن ذلك أدت الاعمال الارهابية الاميركية الى انعدام الاستقرار وزعزعة الامن في منطقتنا والمثال الواضح على ذلك هو عملية الاغتيال للشهيد الفريق قاسم سليماني ومرافقيه في العراق مطلع العام 2020 في هجوم ارهابي نفذ بأمر مباشر من الرئيس الاميركي.
وختم سفير ومندوب ايران في الامم المتحدة كلمته بالقول إنه وبهذه السابقات باعث للسخرية ان تتهم اميركا وبعض الدول الاوروبية ايران بانتهاج سلوك يزعزع الاستقرار في المنطقة.