وكثفت وسائل الاعلام الغربية محاولاتها لنشر الشائعات وتعطيل المفاوضات خلال الجولة الأخيرة منها، فكانت المزاعم بوقف المحادثات خبراً تناقلته هذه الوسائل، والتي فندتها مصدر مقرب من الوفد الإيراني المفاوض، مؤكداً أن المفاوضات بشأن النصوص التي اقترحتها إيران تتواصل بجدية.
وأوضح المصدر أن المحادثات جرت بشكل جدي يوم الأحد، لافتاً إن الجشع الأوروبي مستمر وهو السبب في بطء التقدم في المفاوضات لكن المحادثات لم تتوقف.
ويبدو أن هذه التحركات تهدف إلى الضغط على الفريق المفاوض الإيراني لقبول مطالب الغرب التي تتخطى الاتفاق النووي. ان الضغط والتخويف هما من أدوات السياسة الخارجية الغربية، وخاصة الولايات المتحدة الأمريكية. وغالباً ما يستخدم الغربيون التهديد والتحذير في مواجهة أدنى خلاف مع الدول الأخرى.
وكان رئيس الجمهورية السيد ابراهيم رئيسي أكد يوم أمس الأول السبت أنه يمكن التوصل إلى اتفاق جيد في مفاوضات فيينا إذا قرر الطرف المقابل الغاء الحظر، مؤكداً أننا ننخرط بجدية في مفاوضات فيينا وتقديمنا مقترحات عملية يثبت ذلك.
والآن، بعد مضي أربعة أيام من هذه الجولة، يبدو أن اجواء أكثر منطقية تسود المفاوضات. فصرح كبير المفاوضين الإيرانيين علي باقري كني في تصريحات له أن الطرفين جاؤوا بإرادة الى طاولة الحوار، وبطبيعة الحال يحمل كلاهما شروطاً خاصة وتدابير من أجل تحقيق المزيد من المصالح عبر المفاوضات، قائلاً: إن اختلافات الطرفين حول نطاق وحدود القضايا التي يجب التفاوض بشأنها بدات بالتضاؤل.
وأضاف: إن الجانبين يمضيان قدماً من أجل التوصل الى اجماع واضح بشأن نطاق وحدود القضايا التي ستدرج في جدول المفاوضات، معتبراً ذلك انجازاً جيداً، وقال: لو تمكنا خلال المرحلة الراهنة من التوصل الى هذا الاجماع، سيكون مهماً لأنه منذ البداية كانت هناك خلافات بين الطرفين في هذا الخصوص.
وفي معرض الإشارة الى آفاق المفاوضات ونسبة التفاؤل حول نجاحها، صرح نائب وزير الخارجية: نحن لدينا منطق قويم ومواقف رصينة انطلاقاً من أسس متفق عليها والتي يعتمدها الطرف الآخر أيضاً، وعليه ننظر بتفاؤل الى عملية التفاوض.
وكان إدعاء "انسحاب الفريق الإيراني من المفاوضات" محوراً آخر للحرب الإعلامية الغربية خلال مفاوضات فيينا.
وفي هذا الصدد، فند باقري كني، انسحاب ايران من المفاوضات وقال: جلسنا على طاولة المفاوضات بنفس المواقف التي كنا نحملها الأسبوع الماضي والتي قدمناها مكتوبة وشرحنا وجهات نظرنا وأسبابها فيها للطرف المقابل.
والادعاء الآخر الذي تردد في وسائل الإعلام الغربية والمحافل السياسية في الأيام الأخيرة هو "الوصول إلى الطريق المسدود في المفاوضات". فرداً على ذلك غرد كبير المفاوضين الروس في مفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف: في منتهى الاستغراب يصف بعض المحللين والصحفيين الوضع في مفاوضات فيينا بأنه دراماتيكي و" شبه مسدود "... فهو ليس كذلك... عاد المفاوضون بعد فترة توقف، إلى العمل الدبلوماسي الطبيعي واستأنفوا المفاوضات المكثفة...الاجواء ايجابية.
وفي الساعات القليلة الماضية، أفادت بعض وسائل الإعلام أنه تم التوصل إلى اتفاق مبدئي في المفاوضات، فكتب أوليانوف رداً على هذه التكهنات: محادثات فيينا جارية، لا تزال بعض القضايا المهمة على جدول المحادثات، ويتم التعامل مع هذه القضايا بشكل صحيح ووفقًا للقواعد والأنظمة الدبلوماسية المتعددة الأطراف.
ووفقاً للدبلوماسي الروسي، من السابق لأوانه الحكم على الاتفاق الأولي. علينا أن ننتظر ونرى.
وبالطبع، فإن كل جهود الفريق الإيراني المفاوض تصب لتلبية شروطها الثلاثة الرئيسية في المفاوضات وهي الغاء الحظر المرتبط بالاتفاق النووي، والتحقق من إجراءات رفع الحظر، والحصول على ضمان عدم انسحاب واشنطن من الاتفاق مجدداً.
ومن المهم في الوقت الراهن استمرار المحادثات بجدية. ومن الطبيعي أن تتسم المحادثات بالصعوبة والتحدي. لكن كما قال رئيس الجمهورية السيد رئيسي، إذا كان الطرف المقابل مستعدا لرفع الحظر، فإن إيران مستعدة للتوصل إلى اتفاق جيد.