وذكرت وكالة "أسوشيتد برس"، في تقريرها، أن لبنان كان لسنوات مضيفًا للاجئين، معظمهم من سوريا، لكنه الآن تحول إلى نقطة انطلاق المهاجرين".
وبحسب التقرير: "حاول مئات اللبنانيين الوصول إلى أوروبا هذا العام، على متن قوارب من شواطئ بلادهم، بسبب الأزمة الاقتصادية المدمرة التي وضعت، منذ أوكتوبر/ تشرين الأول 2019، ثلثي سكان لبنان في براثن الفقر".
ونقلت الوكالة عن المتحدثة باسم المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ليزا أبو خالد، تأكيدها أن "عمليات الهجرة عبر البحر من لبنان شهدت ارتفاعًا في عام 2020، مقارنة بالسنوات السابقة".
في آخر إحصاء لـ"الدولية للمعلومات" ظهر أن عدد اللبنانيين المهاجرين والمسافرين منذ بداية العام وحتى منتصف شهر نوفمبر 2021، وصل إلى 77,777 فردا مقارنة بـ 17,721 فردا في عام 2020. وتبين، أيضا، أن عدد اللبنانيين الذين هاجروا وسافروا من لبنان خلال الأعوام 2018- 2021 قد وصل إلى 195,433 لبنانيا.
أسباب عدة تدفع اللبنانيين إلى مغادرة وطنهم، على رأسها تفاقم الفقر الذي وصل إلى حد هائل في غضون عام واحد. فبحسب آخر دراسة أصدرتها لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا "الإسكوا" أصبح "الفقر يطال 74 في المئة تقريبا من مجموع السكان.
وعند النظر لأبعاد أوسع من الدخل، كالصحة والتعليم والخدمات العامة، تصل نسبة الذين يعيشون في فقر متعدد الأبعاد إلى 82 في المئة من السكان، فيما بلغت نسبة الفقراء في العام الماضي حوالي 55 في المئة من السكان".
وتشير "الإسكوا" إلى أن ما أدى إلى ذلك هو "الصدمات المتداخلة لسعر الصرف، الذي كان ثابتا منذ مطلع القرن، ما ولّد ضغوطا هائلة، فانخفضت قيمة العملة وارتفعت معدلات التضخم في الفترة من يونيو 2019 إلى يونيو من هذا العام بنسبة 281 في المئة، فتدنى المستوى المعيشي للسكان اللبنانيين وغير اللبنانيين، وانتشر الحرمان". وقد وصل سعر صرف الدولار الواحد إلى 25 ألف ليرة لبنانية، في حين أن الحد الأدنى للأجور بات يناهز 27 دولارا في الشهر.
توقع أرقام قياسية
وبحسب "الدولية للمعلومات" "تقف الأزمة الاقتصادية والمالية والمعيشية التي يشهدها لبنان، وراء ارتفاع أعداد المهاجرين والمسافرين بحثا عن فرصة عمل يفتقدونها في وطنهم، أو عن خدمات حياتية أساسية أصبحت شبه معدومة من الكهرباء والمياه والصحة والنظافة".
ويشرح الباحث، محمد شمس الدين، لموقع "الحرة" أنه "في عام 2019 بلغ عدد المهاجرين والمسافرين 66806، وكان يفترض أن يتجاوز مئة ألف سنة 2020، لكن إقفال مطار رفيق الحريري الدولي بسبب جائحة كورونا وإقفال مطارات معظم دول العالم وتراجع فرص العمل حدّ من الهجرة لينخفض العدد السنة الماضية إلى 17,721".
ويضيف "هذه السنة ازدادت الأوضاع سوءا في لبنان في وقت كثرت فيه الفرص في الخارج، وحتى نهاية العام قد يتجاوز عدد المهاجرين والمسافرين مئة ألف، وهو الرقم الأكبر خلال العشر سنوات الأخيرة".
تقول مديرة المركز اللبناني لدراسات الهجرة والانتشار في جامعة سيدة اللويزة، الدكتورة غيتا حوراني، لموقع "الحرة" إن "حملة الجنسية الأجنبية هم من أوائل الذين غادروا لبنان بعد فتح المطارات التي أدت جائحة كورونا إلى إقفالها، كذلك الحال بالنسبة لمن يملكون إقامة وفيزا صالحة في وقت سمحت الدول بعودتهم وهم في الغالبية طلاب أو موظفون".
وتؤكد أنه "حتى من لم يسبق له أن هاجر، أو هاجر وعاد إلى لبنان ممن لديه كفاءات ومهارات وعثر على وظيفة في الخارج غادر وطنه، عدا عن وجود نسبة كبيرة ممن يطمحون للسفر".