وقال هاشم صفي الدين، "إننا نواجه اليوم تحديات كثيرة في لبنانعلى المستوى المالي والمعيشي والاقتصادي والسياسي، وهناك مصائب متتالية، وبالتالي من يفقد المعيار والميزان فإنه يضيع، ومن لا يفقدهما، يبقى الأمر بالنسبة إليه واضحاً.
وخلال الاحتفال التأبيني الذي أقيم في حسينية بلدة دير قانون النهر الجنوبية، لفت صفي الدين إلى أن "الأمور كانت واضحة بالنسبة إلينا منذ بداية هذه الأزمة التي تكاثرت وتعددت وتوالت وتوالدت، وشخّصنا الداء والدواء، ولكن المشكلة ليست فينا، ونحن لوحدنا لسنا قادرين أن نعطي الدواء الناجح لهذا البلد على مستوى حل مشاكله الاقتصادية والاجتماعية والمعيشية، وإنما نشخّص ونقول ما هو المطلوب، وقد قلنا ذلك، ولكن إن لم يتشارك معنا الآخرون، فلا يمكن أن يكتب لهذا البلد نجاة ونجاحاً وانتقالاً من هذه الحالة السيئة إلى ما هو أفضل".
ورأى أن "هذه الأزمات لن تبق إلى ما شاء الله، وإنما ستنتهي بعد مدة، وهذا نابع من خبرتنا وتجربتنا وإيماننا وفهمنا لهذه الأزمات، ولكن المهم أن نعمل على تقليل الخسائر، وإيجاد الحلول المناسبة، وهذه هي نقطة الخلاف الجوهرية بيننا وبين الآخرين، حيث أننا نعتبر بأنهم إلى اليوم لم يهتدوا إلى الطريق الصحيح، وما زالوا يسلكون طريقاً لا يوصل إلى مكان، ولا يعطي نتيجة، ولا يمكن أن نستشرف منه حلاً".
كما اعتبر أن "أهم أسباب المشكلات التي يعاني منها لبنان هي سياسات الولايات المتحدة الأميركية، لاسيما وأن البنوك بين أيديها، والنظام الاقتصادي اللبناني هو نظام تابع لها، والمآسي التي حصلت طوال كل العقود الماضية كانت تحت نظر وإشراف السياسات الأميركية، ومع ذلك جاءت أميركالتضغط، وبدل أن تساعد على الحل، ضغطت من أجل أن تخنق اللبنانيين".
وشدد صفي الدين على أن "الوفود الأميركية التي تأتي إلى لبنان تريد أن ترسم خطاً وهمياً للحل ليتبعه اللبنانيون، فيتخلّون عن مواقع قوتهم، سواء في المقاومة، أو في النفط، أو في أي مستقبل اقتصادي ذاتي يمكن أن يبنيه لبنان، وبعد أن يتخلّى اللبنانيون عن هذا، يقولون لهم هذا هو الطريق الذي هو في الحقيقة طريق وهمي لا يوصل إلى أي نتيجة على مستوى الحل".
وأوضح أنه "لو أن أميركا تريد فعلاً أن تحل المشكلة في لبنان، فعليها أن تترك النفط اللبناني للبنانيين، وأن لا تعمل لمصلحة الإسرائيليين، وأن توقف ضغطها على مستوى العقوبات وغيرها، وكذلك أن توقف ضغطها على الدول التي كان يمكن أن تُعين اللبنانيين وتساعدهم، وما فعلته تجاه جر الغاز المصري إلى لبنان عبر سوريا، كان ردة فعل على إدخال المازوت الإيراني إلى لبنان".
إلى ذلك، شدد على "إننا لا يمكن أن نثق بأميركا ولا بأقوالها ولا بأفعالها ولا بزيارات مسؤوليها، ونحن ننصح حتى الذين يتبعون أميركا وسياساتها، وحتى من هم عبيد عندها وعند سفارتها، بأن يقللوا من الآمال الكاذبة، لأن من راهن على أميركا سابقاً في لبنان، تحدث عن طريقة تخليها عنهم في الخمسينات والستينات، ومن اعتمد عليها اليوم، يعيش القلق والخوف".
ولفت صفي الدين إلى أن "بعض الدول العربية والخليجية كالإماراتوالسعوديةيفكرون في المستقبل، وهم يتحدثون بأن أميركا ليست تلك الدولة التي كانوا يعرفونها سابقاً، لأن من ترك أفغانستانوحلفاءه فيها على هذه الشاكلة، لا يمكن أن يؤتمن، وبالتالي، فإن حلفاء أميركا التاريخيون في المنطقة قلقون من سياساتها، وخائفون من مستقبل يعتمد على هذه السياسات".
وأكد أن "أميركا لا تريد أن توجد حلاً في لبنان، ولا تريد أن تساعد على حل، والتصريحات الأميركية واضحة، فهم ينتظرون الانتخابات النيابية، فإذا كانت نتيجتها حسب رغبتهم، عندها يفكرون بنوع من فتح الأبواب المشروطة، وإذا لم يأخذوا النتيجة التي يرغبون بها في الانتخابات، فسيكون لهم موقفاً آخر".
واضاف: "حينما يصل اللبنانيون إلى مرحلة الاعتماد على أنفسهم، بإمكانهم أن يبنوا أفضل بلد ومستقبل لأجيالهم وشبابهم، وفي غير هذا المنطق، لا يمكن أن نصل إلى نتيجة، وبالتالي، فإن المسار الوحيد هو أن يعكف اللبنانيون على فهم مصالحهم واتباعها، ولذا في الموضوع المالي والسياسي والاقتصادي والمعيشي، نحن جاهزون لأي انفتاح ونقاش يوصل إلى نتائج واقعية من خلال كل التجارب التي مضت ومر بها لبنان، من أجل الوصول إلى حلول واقعية في كل المجالات، فهذا الذي ينفعنا ويفيدنا".
وأكد أنه "لا بد أن نوجّه تحية إكبار واعتزاز للشهيد البطل الشيخ المجاهد فادي أبو شخيدم الذي نفّذ عملية القدس، والتي تؤكد من جديد أن إرادة المقاومة الفلسطينية لا يمكن أن تُكسر، وأن المقاومة جاهزة في كل مكان على مستوى كل فلسطين، وهذه العمليات هي الرد الأفضل والمناسب لعمليات قتل الأطفال والأسرى في فلسطين، وهدم البيوت فيها، فبوركت هذه اليد والدم والشهادة في القدس".