وحفلُ الختام حضره الأمينُ العامُّ للعتبة العبّاسية المقدّسة المهندس محمد عبد الحسين الأشيقر ونائبُه، وعددٌ من أعضاء مجلس إدارتها وجمعٌ من الخطّاطينَ المشاركين في المعرض.
استُهِلّتْ فعّالياتُ الختامِ بقراءةِ آياتٍ من الذكرِ الحكيم تلتها قراءةُ سورة الفاتحة ترحّماً على أرواحِ الشهداءِ، والاستماع إلى النشيدِ الوطنيّ العراقيّ ونشيدِ (لحن الإباء).
بعد ذلك قدّمَ الدكتورُ حسين علي جرمط، ورقةً بحثيّةً حول التكوينات الخطيّة وفلسفة الزخرفة الإسلاميّة، والتشكيلات الخارجية التي تتوافق مع المعنى والمضمون.
أعقبت ذلك كلمةٌ للعتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ ألقاها أمينُها العامّ، وممّا جاء فيها: "دأبتِ الأمانةُ العامّةُ للعتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ، على إحياءِ التُراثِ الإسلاميِّ ونشرِ المعارفِ الدينيّةِ، عنْ طريقِ إقامةِ المؤتمراتِ والندواتِ العلميّةِ وَوِرَشِ العملِ المِهَنِيَّةِ بصورةٍ دوريّةٍ، بل ذَهبتْ إلى أبعدِ من هذا، وقامتْ بتأسيسِ مراكزَ مُتخصّصةٍ بإحياءِ التُراثِ، ودَعمِها ماديًّا ومعنويًّا؛ إيمانًا منها بأهميَّةِ التعريفِ بالهوِيّةِ التُراثيّةِ، وضرورةِ التمسُّكِ بها، والاستنادِ إليها في بناءِ مجدٍ جديد، يُضافُ إلى مجدِ الأسلافِ، وكذلكَ الإفادةِ من تُراثِهِم الثرّ، وتقديمِها إلى الأجيالِ اللّاحقةِ على أحسنِ وجه".
وأضاف أنّ: "معرض التُراث الجماليّ الدوليّ الذي شارك فيه أكثرُ من عشرينَ خطَّاطًا من العراقِ ومِصْرَ وإيرانَ والصّينِ، بسبعينَ لوحةً تقريبًا، هو واحدٌ من مصاديقِ إحياءِ التُراثِ، لأنّهُ يختصّ بفنِّ الخطِّ العربيِّ والزخرفةِ الإسلاميّةِ الّلذَينِ يُعدَّانِ من أجملِ الفنونِ العربيّةِ والإسلاميّةِ، ويُمثِّلانِ جُزءًا من تُراثِ هذهِ الأمّة".
موضّحاً أنَّ: "الاهتمامَ بهذَيْنِ الفَنَّيْنِ يُؤثِّثُ ارتباطَنَا بالتُراثِ ويجعَلَنَا أقربَ للحفاظِ على هوِيَّتِنَا الإسلاميّة، وقد حرصتِ العتبةُ المُقدّسةُ على تنميةِ فنِّ الخطِّ العربيِّ ودَعْمِ المُشتَغِلِين فيه؛ عن طريقِ إقامةِ المسابقاتِ وتنظيمِ المعارضِ، واستضافةِ المُبدِعينَ".
واختتم: "نتقدّم بالشُكرِ وكثيرِ العرفانِ، لكلِّ مَنْ شَاركَ أو حَضَرَ أو سَاهَمَ في إنجاحِ هذا المعرضِ، ونشدُّ على أيدي الإخوةِ في قسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ -لاسيّما العاملينَ في وحدةِ التُراثِ الجماليّ-، ونُحَيّيهِم على هذهِ الجُهودِ الاستثنائيّةِ، وندعُوهُم إلى بذلِ المزيدِ مِنْهَا في رِحَابِ تُراثِنَا الإسلاميّ، وندعو جميعَ المختصِّينَ من باحِثِينَ وفَنّانِينَ وأكاديميّينَ وأدباءَ وإعلاميّينَ إلى الاشتغالِ في السَّاحَةِ التُراثِيَّةِ؛ لردِّ جُزءٍ من الجميلِ الذي في أعناقِنَا تّجاه مَن سَبَقُونَا مِن العُلَماءِ والفُضَلاءِ".
ألقى بعده الدكتورُ الخطّاطُ روضان البهيّة كلمةً باسم الخطّاطين الحاضرينَ، تقدّمَ من خلالها بالشكر والتقدير للأمانة العامّةِ للعتبةِ العبّاسيّةِ المُقدّسةِ، وأثنى على جهودِ قسمِ شؤونِ المعارفِ الإسلاميّةِ والإنسانيّةِ المبذولة في دعمِ الخطِّ العربيّ، لاسيّما إقامة هذا المعرض التراثيّ الدوليّ.
واختُتِم الحفلُ بتكريمِ الخطاّطين المشارِكين والحاضِرِين، وكذلك تكريم عددٍ من القنوات الفضائيّة والوكالات الإخباريّة.