لا تبدو التداعيات لحادث من هذا القبيل كما تصورها أفلام هوليوود، التي عادة ما تظهر أشخاصا غير محميين بالخوذات أو بدلات الفضاء وهم ينفجرون أو يتجمدون على الفور حتى الموت.
لكن في الواقع، ستكون تأثيرات التحرك في فراغ الفضاء مشابهة، لكن أقل مبالغة مما تظهره أفلام هوليوود. إذ لن ينجو رائد فضاء يطفو بدون بدلة في الفضاء، لكن موته لن يحدث في غضون دقائق أو ثوانٍ.
الفضاء هو فراغ خال من الهواء، وهذا يعني أنه، على عكس الأرض، لا يوجد غلاف جوي ولا ضغط تمارسه جزيئات الهواء.
ويحدد الضغط الجوي درجات الحرارة التي تغلي فيها السوائل وتتحول إلى غازية. فإذا كان الضغط الذي يمارسه الهواء خارج سائل ما مرتفعًا، كما هو الحال عند مستوى سطح البحر على الأرض، فمن الصعب تكوين فقاعات الغاز، والارتفاع إلى السطح والهروب.
ولكن نظرًا لعدم وجود ضغط جوي فعليًا في الفضاء، تنخفض درجة غليان السوائل بشكل كبير.
ويقول الدكتور كريس لينهاردت، طبيب الفضاء التشغيلي في وكالة الفضاء الأميركية "ناسا" لموقع "لايف ساينس": "نظرًا لأن 60 بالمئة من جسم الإنسان يتكون من الماء، فهذه مشكلة خطيرة".
ويضيف:" "في حالة عدم وجود ضغط، سيغلي الماء السائل في أجسامنا، ويتحول على الفور من سائل إلى غاز، وستبدأ جميع أنسجة الجسم التي تحتوي على الماء في التوسع".
وقال لينهاردت: "لا يمكن لأي إنسان أن ينجو من هذا، الموت محتمل في أقل من دقيقتين". وقد تعرض بعض البشر بالفعل لحوادث مشابهة، ونجوا ليرووا لنا الحكاية.
ففي عام 1966، كان مهندس الفضاء في ناسا، جيم ليبلانك، يساعد في اختبار أداء نماذج البدلات الفضائية في غرفة مفرغة ضخمة.
وفي مرحلة ما من الاختبار، تم فصل الخرطوم الذي يغذي الهواء المضغوط في بدلته.
ويقول عن هذه الحادثة: "عندما تعثرت للخلف، شعرت باللعاب على لساني يتحول إلى فقاعات وكأنه يغلي قبل أن أفقد الوعي".
ويحدث تكوين فقاعات الغاز في سوائل الجسم أيضًا لدى الغواصين في المياه العميقة، الذين ينتقلون بسرعة كبيرة جدًا من بيئة تحت الماء ذات ضغط مرتفع إلى ضغط منخفض على سطح الماء.
وبالنسبة لرواد الفضاء فإن الدم الذي يتدفق عبر الأوردة يغلي بسرعة أقل من الماء في الأنسجة، لأن نظام الدورة الدموية له ضغط داخلي خاص به.