وخلال المؤتمر الذي عقد في قاعة الشهيد هاشمي نيجاد في مستشفى الإمام الرضا (عليه السلام) برعاية جامعة مشهد للعلوم الطبية، أعرب الشيخ مروي عن شكره للأطباء والممرضين والكادر الطبي ومجموعة المعنيين بالطب في مواجهة فايروس كورونا ومكافحته، قائلا إن الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة وسيرة أولياء الله الصالحين لم تؤكد على شيء بعد أداء الواجبات، فيما أكدت على خدمة المحتاجين وقضاء حوائج الناس.
واستطرق الشيخ مروي إلى نماذج كثيرة تدل على اهتمام علماء الإسلام الكبار بأمور الناس المعيشية، مشيراً إلى أن الإيمان يكتسب قيمته إذا اقترن بالعمل الصالح، ومن لا يهتم بوجع الناس ومعاناتهم، ولا يعمل على خدمتهم، ليس إنساناً مؤمناً.
وأضاف متولي العتبة الرضوية: أن الأنبياء والأئمة الأطهار (عليهم السلام) لم يكتفوا بدعوة الناس إلى عبادة الله من دون الاكتراث إلى وجع الآخرين ومعاناتهم، بل إن سيرة الأنبياء والأولياء تدل على أنهم كانوا القدوة والمثل في مساعدة الآخرين وتقديم كل عون لهم حتى ولو كانوا من المسيئين إليهم.
وذكر متولي العتبة بعضاً من الخدمات التي قدّمها أمير المؤمنين (عليه السلام) للإسلام، مشيراً إلى أن الإمام علي (ع) كان ﻳﺠﺎﻫﺪ ﻭﻳﺘﺤﺮﻙ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﺧﺪﻣﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺍﻟﺸﺮﻳﻌﺔ، وقد وقف مع الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) في جميع مراحل الدعوة الإسلامية منذ بدايتها وحتى استشهاده، إلا أن أكثر هذه الأمور لم ينزل فيها قرآن، ولمّا تصدّق الإمام بخاتمه وهو راكع وعندما كان هو وأهل بيته صائمين لثلاثة أيام ولم يأكلوا شيئاً بسبب سؤال المحتاجين في وقت الإفطار، نزلت آيات قرآنية تتحدث عن هذه الفضائل العظمى، مما يدلّ على القيمة الكبرى للصدقة ومساعدة المحتاجين في الإسلام.
وأضاف: إن قيمة كبرى لا توصف للخيرين الذين يساعدون الفقراء ويقضون حوائجهم ، وهذه الدنيا الفانية أصغر من أن تتجلى فيها آثار وخيرات هكذا أعمال.
وأشار الشيخ مروي إلى قول الله تعالى: "وَمَنْ أَحْيَاهَا فَكَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا"، موضحاً أن من حافظ على بقاء إنسان حياً بأي عمل من أعمال الخير، من إطعام الجائع، ومداواة المريض، ومساعدة المحتاج، هو كمن ساهم في إحياء جميع الناس، ولا شك أن الخيرين الذين تتاح لهم فرصة المساهمة في دعم المجال الصحي هم مشمولون بهذه الآية الكريمة.
وأكد متولي العتبة على توصية قائد الثورة الإسلامية الإمام الخامنئي (مد ظله العالي) بأن المريض عند مراجعته للمستشفى يجب أن لا يشعر بأي ألم غير ألم مرضه، والخيريون الذين يبذلون أموالهم في المجال الصحي يساهمون في رفع هذا النوع من الآلام، إذ يرفعون عن كاهل المرضى عبء مصاريف المستشفى وسعر الدواء، ويكسبون بذلك عطاءً أبدياً لا ينفد.
وفي تتمة حديثه اعتبر الشيخ مروي أن خدمة الناس رحمة إلهية، فمن النعم الإلهية الكبرى أن يوفّق الإنسان للقيام بخدمة أو معروف تجاه المحتاجين، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأثرياء الذين لا يساعدون الفقراء ويحرمون أنفسهم من الحصول على هذه الهبة الربانية الفريدة، وعليه ليس من الصواب أن تتاح فرصة لأحدنا بتقديم مساعدة للآخرين وقضاء حوائجهم فيفوّت تلك الفرصة.