على عكس التربة على الأرض، فإن تراب المريخ يكون أكثر قسوة على المحاصيل؛ لأنه يخلو من أي كمية كبيرة من المواد العضوية، ويتلقى المريخ نفسه ضوءاً أقل بكثير من الشمس، لذلك كان على الفريق إيجاد تقنيات جديدة لتحسين نمو النباتات.
استخدمت "هاينز" الطماطم التي تمت زراعتها في مختبرات "معهد ألدرين للفضاء" التابع لمعهد فلوريدا للتكنولوجيا، حيث توفر بيئة مشابهة تماماً لبيئة المريخ.
بعد ذلك حولت الشركة الطماطم إلى صلصة الكاتشب، ولمعرفة تأثير المناخ على المنتج، أرسلوا علبة من صلصة الطماطم في منطاد على ارتفاع 22 ميلاً، حيث درجة الحرارة تنخفض إلى -94 درجة فهرنهايت، قبل إعادتها إلى الأرض.
خضع نموذج الصلصة التجريبي الأول لاختبارات جودة صارمة قبل الحصول على الضوء الأخضر للاستهلاك.
وقالت كريستينا كينز، كبيرة مسؤولي النمو في شركة "كرافت هاينز": "هناك العديد من العوامل المهمة التي يجب أخذها في الاعتبار عندما يتعلق الأمر بالخصائص الصحيحة عند زراعة طماطم هاينز في بيئات تربة جديدة وغير مثالية".
وأضافت: "نحن متحمسون للغاية لأن فريق الخبراء لدينا تمكن من زراعة الطماطم في ظروف غير معروفة من كوكب آخر، ومشاركة منتجنا مع العالم".
وقال الباحثون: "على متن محطة الفضاء الدولية وفي المنشآت في جميع أنحاء العالم، يتم إجراء عدد لا يحصى من التجارب المصممة لتعزيز فهمنا وإمكانيات استكشاف عالمنا، والتي بدورها تخلق حلولاً للتحديات على الأرض".
وأوضح مايك ماسيمينو، رائد فضاء سابق في وكالة "ناسا" لموقع "ديلي ميل"، اليوم الاثنين: "من الأقمار الصناعية ونظام تحديد المواقع العالمي (GPS) الذي يسمح لنا بالاتصال عبر القارات، إلى أنظمة تنقية المياه المصممة لمحطة الفضاء الدولية التي تُستخدم الآن لتقديم المساعدة والإغاثة في حالات الكوارث للمجتمعات، كان لمساعي استكشاف الفضاء العديد من الفوائد التي لا توصف للأرض".
كما ناقشت عالمة الفضاء البريطانية، الدكتورة ماجي أديرين بوكوك، هدف إنتاج الكاتشب من طماطم المريخ بقولها: "هذا المشروع بالغ الأهمية في معالجة أهدافنا قصيرة المدى وطويلة المدى في إطعام الناس للأجيال القادمة".
وأضافت: "إذا تمكنا من زراعة المحاصيل على تراب المريخ، فسوف يتحسن بشكل كبير التنبؤ بزراعة المحاصيل هنا على الأرض، في بعض المناطق الأكثر قسوة على كوكبنا".