وقد تظاهر مئات الآلاف في عدة مدن إثيوبية -الأحد- ضد مقاتلي حركة تيغراي، بالتزامن مع تزايد الضغوط على الحكومة المركزية نتيجة تقدم المسلحين صوب العاصمة أديس أبابا.
وتجمع إثيوبيون في مظاهرات بميدان الصليب -وسط العاصمة أديس أبابا- للتنديد بجبهة تحرير تيغراي والقوات المتحالفة معها، والتأكيد على دعم الحكومة الإثيوبية وقوات الجيش.
وندد بعض المتظاهرين بحكومة الولايات المتحدة والقوى الأجنبية التي دعت إلى وقف إطلاق النار بعد أن اشتدت وتيرة الحرب المستمرة منذ عام والتي حصدت أرواح آلاف الأشخاص وسط تقدم قوات المعارضة مطلع الأسبوع الماضي.
وقف القتال
وكانت الولايات المتحدة ومجلس الأمن التابع للأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي وكينيا وأوغندا قد دعوا خلال الأيام القليلة الماضية إلى وقف إطلاق النار.
وتعهدت حكومة آبي أحمد بمواصلة القتال. وقالت إنها مسؤولة عن تأمين البلاد وحثت الشركاء الدوليين على مساندة الديمقراطية في إثيوبيا.
ولف بعض المتظاهرين في ساحة ميسكل بوسط أديس أبابا أجسادهم بالعَلم الوطني. واختص كثيرون الولايات المتحدة بالانتقادات.
ورفع أحد المتظاهرين لافتة مكتوبا عليها "العار عليكِ يا أميركا"، في حين ظهرت لافتة أخرى مكتوب عليها على الولايات المتحدة أن تكف عن "مص دماء إثيوبيا".
وغربي إثيوبيا، خرجت مظاهرات في مدينة أسوسا عاصمة إقليم بني شنقول، دعما لقوات الجيش والحكومة. وردد المتظاهرون شعارات مناوئة للجبهة الشعبية لتحرير تيغراي، التي وصفوها بالحركة الإرهابية.
تطورات ميدانية
ميدانيا، أكد المتحدث باسم جبهة تحرير شعب تيغراي غيتاشيو رضا أن مقاتليه يتقدّمون نحو الجنوب و"يقتربون من أتاي" التي تبعد 270 كيلومترا شمال العاصمة، وكذلك نحو الشرق باتجاه ميل الواقعة على الطريق المؤدي إلى جيبوتي وهو الأساسي لإمدادات أديس أبابا.
وفي تصريحات لوكالة الأنباء الفرنسية، قال رضا "أديس أبابا بوتقة يعيش فيها ناس من كافة الاهتمامات، والقول إن أديس أبابا ستتحوّل إلى حمام دمّ إذا دخلناها أمر سخيف جدا. لا أعتقد أن هذه الفرضية (…) تتمتع بالصدقية".
وأكد رضا أن السيطرة على العاصمة ليست "هدفًا". وقال "لسنا مهتمّين بشكل خاص بأديس أبابا بل نريد التأكد من أن آبي (أحمد) لا يشكل تهديدًا لشعبنا".
لكنه أشار إلى أنه في حال لم يرحل رئيس الوزراء فالمتمرّدون سيسيطرون "بالطبع" على المدينة.
وفي الوقت ذاته نفى أن تكون الجبهة تسعى لاستعادة السلطة التي فقدتها في 2018. وقال "يمكنني أن أؤكد لكم أن ذلك لا يهمّنا.. نريد ببساطة أن نتأكد من أن صوت شعبنا مسموع، ومن أنه يمارس حقّه في تقرير مصيره خصوصًا عبر تنظيم استفتاء لتقرير ما إذا كان يريد أن يبقى في إثيوبيا أو أن يصبح مستقلًا".
وكانت جبهة تحرير تيغراي أعلنت خلال الأيام الماضية سيطرتها على مدن إستراتيجية عدة في إقليم أمهرة، بعدما استولت على جميع مناطق إقليم تيغراي يونيو/حزيران الماضي.
وتصاعد التحدي الذي تواجهه أديس أبابا مع إعلان 9 فصائل -أول أمس الجمعة- تشكيل تحالف جديد للإطاحة بحكومة آبي أحمد تحت اسم "الجبهة المتحدة للقوات الفدرالية والكونفدرالية الإثيوبية".
سياسيا، أفاد مصدر دبلوماسي -للجزيرة- بتعثر مساعي المبعوث الأميركي للقرن الأفريقي جيفري فيلتمان، الذي يزور العاصمة أديس أبابا لوضع حد للأزمة في إثيوبيا.
وذكر المصدر أن إثيوبيا رفضت مقترحا من فيلتمان لإجراء مفاوضات غير مشروطة، إذ تواجه الحكومة حاليا جبهة تيغراي باعتبارها جماعة "إرهابية" وتطالب بانسحاب مسلحيها فورا من إقليم أمهرة من دون شروط مسبقة.
وأضاف المصدر نفسه أن الجانبين -الأميركي والإثيوبي- اختلفا بشأن طبيعة المفاوضات، إذ قالت أديس أبابا إنها هي من تحدد ذلك من دون تدخل أطراف خارجية.
من جهتها، أفادت صحيفة بوليتيكو الأميركية بأن جهود الولايات المتحدة في محاولة إقناع الحكومة وجبهة تحرير تغراي بوقف ما سمته الحرب الأهلية في إثويبيا، باءت بالفشل.
ونقلت الصحيفة عن مسؤول بالخارجية الأميركية قوله إن واشنطن تحاول الدفع باتجاه حل سلمي لكن الحقائق تشير إلى أن الأطراف المتحاربة لا تريد ذلك.
وأوضح المسؤول الأميركي أن واشنطن استخدمت منع التأشيرت والعقوبات التجارية والتهديد بالعقوبات الاقتصادية وأرسلت وفودا دبلوماسية وسناتورا أميركيا محملا برسالة خاصة من الرئيس جو بايدن، لكن دون جدوى.