وفي حوار أجرته معه صحيفة "غلوبال تايمز"، قال السفير الايراني: إن بكين أوضحت أن كلاً من إيران والصين تشتركان في نفس الآراء حول القضاء على الإرهاب في أفغانستان وانتشاره إلى الدول المجاورة، وكذلك احترام سياسة عدم التدخل وسلامة أراضيها.
كما شدد على دعم إيران لاستخدام مبادرة "الحزام والطريق" التي اقترحتها الصين لتحسين الاقتصاد وسبل عيش الشعب الأفغاني، مشيداً بالتزام الصين باستضافة الجولة الثالثة من اجتماعات وزراء خارجية أفغانستان، وقال: إن إيران تدعم الصين.
وأضاف كشاورز زادة: إن إيران من جانبها تدعم الصين وتعتقد أن هذه الآلية ستزيد من التعاون والتفاهم بين جيران أفغانستان وتلعب دوراً مهماً في جهودهم المشتركة لمساعدة الشعب الأفغاني، وتعمل على حماية مصالحهم بشكل أفضل، واتخاذ خطوات نحو السلام والشمولية والصداقة والرخاء.
يذكر انه خلال الاجتماع الثاني لوزراء خارجية الدول المجاورة لأفغانستان، الذي استضافته إيران يوم الأربعاء 25 نوفمبر، أُعلن أن الاجتماع الوزاري الثالث سيُعقد في عام 2022 في الصين.
وأوضح الدبلوماسي الإيراني، أن اجتماع وزراء خارجية جيران أفغانستان "يوفر ترتيبات إقليمية مهمة للغاية لدعم السلام والمصالحة والوحدة الوطنية في أفغانستان".
وشدد سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية على أن جميع الدول المجاورة لأفغانستان معنية بالإرهاب في أفغانستان، ودعا حركة طالبان إلى بذل قصارى جهدها للوفاء بالتزاماتها في مكافحة الإرهاب.
وأشار كشاورز زادة الى تطابق وجهات نظر طهران وبكين في العديد من القضايا الإقليمية والدولية، وقال: إن اجتماع طهران ركز بشكل أساسي على الترويج لحل سياسي للأزمة الأفغانية، مضيفاً: أن موقف إيران من هذه القضية حازم ومبدئي، ونعتقد أنه من الضروري تشكيل هيكل سياسي شامل يمثل كل المجموعات العرقية والدينية في البلاد.
ومضى قائلاً: إن دول المنطقة وأعضاء المجتمع الدولي بشكل عام يجب أن يساعدوا في بناء إجماع في أفغانستان لضمان السلام الدائم والازدهار.
وأشار السفير الإيراني في الصين إلى كيفية التعامل مع إرث التدخل الأجنبي في المنطقة باعتباره قضية مهمة، وقال: في هذا الصدد، يجب تجنب أي عمل يؤدي إلى استئناف الأعمال غير المسؤولة والمغطرسة في أفغانستان، ويجب على أميركا وحلفاءها في الناتو الذين تسببوا في هذا الوضع المضطرب عدم التنصل عن مسؤولياتهم.
وتابع قائلاً: ان حصول أفغانستان على الموارد المالية أمر مهم لمنع المزيد من المعاناة في هذا البلد، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.
وأضاف السفير الايراني لدى الصين: ان القضية المهمة الأخرى، هي إيلاء الاهتمام الأساسي لاحترام حقوق الإنسان في أفغانستان، وخاصة حقوق النساء والفتيات وجميع المجموعات العرقية والدينية.
وتابع الدبلوماسي الإيراني: الهيكل السياسي ومسار التنمية في أفغانستان يعتمدان على قرار الشعب الأفغاني، وينبغي على جميع الجماعات والأحزاب القومية والسياسية المشاركة في حكومة شاملة تؤدي إلى المصالحة الوطنية والسلام والوحدة.
وأردف يقول: تأمل إيران الآن في المساعدة في تلبية الاحتياجات الملحة للشعب الأفغاني.
وأضاف: ان إرسال المساعدات الإنسانية، وفتح الحدود في أسرع وقت ممكن لتسهيل وتطبيع الأنشطة التجارية، وتوفير الوقود لموسم البرد القادم، والاهتمام باللاجئين والمشدرين، وإبقاء البعثات الدبلوماسية نشطة، من بين الإجراءات الإيرانية المهمة المتوافقة مع العلاقات الأخوية.
ودعا السفير الايراني المنظمات الدولية والإقليمية، وخاصة الأمم المتحدة والمنظمات ذات الصلة، إلى تحمل مسؤولياتها وتقديم المساعدة اللازمة لأفغانستان والدول المجاورة.
وقال: إن إيران أعلنت استعدادها للقيام بدورها كمركز عبور للبضائع والمعدات إلى أفغانستان.
واختتم كشاورز زادة قائلاً: بما أن إيران استضافت أكثر من ثلاثة ملايين أفغاني لأكثر من ثلاثة عقود، وكان اقتصادها يتعرض لضغوط نتيجة اجراءات الحظر الأميركية الجائرة وغير القانونية، ينبغي على المجتمع الدولي دعم إيران في معالجة قضية اللاجئين القادمين من أفغانستان.