وقال الهندي خلال كلمته في المؤتمر الدولي الخامس والثلاثين للوحدة الاسلامية المنعقد بشكل افتراضي في العاصمة طهران تحت عنوان "الاتحاد الاسلامي، السلام واجتناب الفرقة والنزاع في العالم الاسلامي": "نلتقي اليوم في أسبوع الوحدة الإسلامية بالتزامن مع الذكرى العطرة لمولد نبينا محمد صلى الله عليه (واله) وسلم لنتدارس شؤون الأمة الواحدة التي يتكالب عليها أعداؤنا ليمنعوا نهضتها مرة أخرى من الغرب تحت دعاوي مكافحة الارهاب ويبثون سمومهم لتشوية رسالة الاسلام.
وأوضح، أن الأعداء يُحاصرون أمة الاسلام ببث الفرقة والنزاعات ليستمروا في نهب ثروات الأمة وإفقارها، وتنصيب الطغاة حكاماً متنفذين ليقاوموا نهضة الأمة وعودتها إلى وحدتها وعزتها في قيادة البشرية.
وبين أن أعداء الأمة الاسلامية يزرعون اليوم "إسرائيل" كياناً غاصباً مدججاً بالحقد والسلاح في قلب الأمة لاستمرار الهيمنة والسيطرة والإذلال وهي بذلك لا تستهدف احتلال أرض فلسطين بل أيضاً السيطرة على حضارة وثقافة وتاريخ الأمة الإسلامية ومقدساتها ومنع نهضتها من جديد، مشيراً إلى كيان قام على العنف والمجازر، ويستمر في العنف والمجازر وزرع الفتنة بين أبناء الأمة الواحدة لينفذ من خلال نبذ الفتنة إلى حكام مرهوبين وأنظمة هشة يطبعوا علاقاته معها ويعقد تحالفاته تحت ذريعة التصدر لنفوذ ايران في المنطقة.
وشدد على أن الكيان الذي يستهدف كافة المنطقة بما فيها المطبعين معه ويحرص أن تكون دول ضعيفة مرتهنة لمصالحه وارداته، لأنه في الأساس مشروع هيمنة وسيطرة وواهم من يظن أنه يستقوي بالكيان الحاقد.
وأوضح الهندي أن "اسرائيل" أضعف من أن تتحرك وحدها ضد ايران، و"اسرائيل" أضعف من أن تحمي المطبعين والمتحالفين مع أنظمة العرب المنهارة، وأضعف من ان تحمي نفسها، من شعب فلسطين المجاهد ومقاومته الباسلة.
ونوه إلى أن الأعداء "يقيمون الدنيا ولا يقعدونها على البرنامج النووي الإيراني"، وهم الذين يملكون رؤوساً نووية منذ عشرات السنين ويخيفون دول الخليج (الفارسي) ويستنفرون الغرب والإدارة الأمريكية لتعديل الاتفاق النووي الايراني، بعد فشلهم في اخضاع ايران بالحصار، بالإضافة الى تحدثهم عن المخاطر والوجودية لكيانهم الهش.
واشار الهندي، إلى انهم يتحدثون مرة عن المقاومة في الضفة وغزة، ومرة عن ايران النووية وثالثة عن صواريخ المقاومة في لبنان، ولا يدركون أن هذه أمة واحدة، أمة لا تجتمع الا على الحق.
وقال مسؤول الدائرة السياسية لحركة الجهاد الاسلامي: "بالرغم من مظاهر التشتت والتفرق ستعود الأمة الإسلامية ناهضة لتُخرج الكيان الغاصب من الأقصى والقدس ومن كل فلسطين، مسرى نبينا محمد (ص) والتي يرقد فيها علماء أجلاء مجاهدين من جميع بقطاع الأراض بألسنة واعراق مختلفة جاؤوا الي بيت القدس للجهاد.
وشدد على أن القدس ستبقى عامل توحيد للأمة الإسلامية وبوصلة لجهادها مهما كانت، وكما كانت على الدوام من أكناف بيت المقدس، مباركاً أي خطوة في اتجاه التفاهم بين الدول والشعوب الإسلامية وبين الجمهورية الايرانية وجيرانها بعيداً عن هيمنة الغرب وأمريكا.
وتابع عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد: من القدس التي تتعرض لحملة شرسة لمصادرة الأرض وتهويد القدس، وهدم الأحياء الإسلامية نعاهدكم على أن نستمر على المقاومة لتبقى القدس بوصلة هذه الأمة ومهوى وفؤاد الأحرار وعامل وحدة أمام مؤامرات الاعداء".
وتمنى محمد الهندي من مؤتمر الوحدة الإسلامية في دورته الـ35 لتفعيل دور العلماء المخلصين الذين بذلوا جهود مباركة لتجاوز كافة أسباب الفرقة، والتوفيق للجمهورية الاسلامية في مواجهة الاعداء.
يشار إلى أن المؤتمر الدولي للوحدة الاسلامية بدورته الـ35 الذي عُقد من 19 لغاية 24 أكتوبر الجاري، في العاصمة الايرانية طهران، تجمع بين الحضور والافتراض تحت شعار "الوحدة الإسلامية - السلام وتجنب الفرقة والصراع في العالم الإسلامي".
والمؤتمر أقيم بالتعاون مع رابطة الثقافة والعلاقات الإسلامية في ايران، ووزارة الخارجية الايرانية، والمستشاريات الثقافية الايرانية خارج البلاد، ومكاتب قائد الثورة الاسلامية الايرانية خارج البلاد.
و"المؤتمر افتتح بكلمة الرئيس الايراني السيد ابراهيم رئيسي وفي الحفل الختامي للمؤتمر تحدث رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني الدكتور محمد باقر قاليباف.
وشارك في المؤتمر 52 شخصية دولية من 16 دولة، و180 شخصية من داخل البلاد.