وبحسب صحيفة ”الكونفيدينسيال“ الإسبانية، يمكن لنظام الذكاء الصناعي هذا أن يتنبأ بعدد الحوادث خلال إطار زمني معين في نطاقات بدقة 5 أمتار، وهو ما يكفي لتحديد مكان وقوع الحوادث بوضوح.
ويقول الباحثون القائمون على التقنية، إن خرائط النقاط الساخنة السابقة غير دقيقة إلى حد كبير، ولا تظهر إلا أماكن وقوع الحوادث في الماضي.
ويوفر نظام الذكاء الصناعي الجديد، قدرة تنبؤية عالية الدقة خلال فترة زمنية معينة في المستقبل، مع تحديد عدد الحوادث في نقاط جديدة حيث لم تكن هناك حوادث من قبل.
والأمر الأكثر إثارة للإعجاب، هو أن نظام التنبؤ يعمل في أي مدينة أو طريق حتى لو لم يكن لديه بيانات عن الحوادث الماضية.
كيفية عمل النظام
طوّر علماء من مختبر علوم الكمبيوتر والذكاء الصناعي في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، نظام التعلم الجديد، من خلال الجمع بين كمية كبيرة من بيانات الحوادث التاريخية ومسارات GPS المسجلة في السيارات، والخرائط، وصور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
وبمجرد تدريب المهندسين على بيانات من عامي 2017 و2018، توقعوا جميع الحوادث في 2019 و2020 في مدن، مثل: نيويورك، وشيكاغو، وبوسطن، ولوس أنجلوس.
وعند مقارنة نتائج الباحثين بالبيانات الحقيقية خلال تلك السنوات، أظهرت النتيجة أن النظام كان ناجحًا في التنبؤ بالحوادث في نقاط جديدة عالية الخطورة، على الرغم من أنه لم يتم تسجيل حوادث سابقة في تلك المرحلة.
ووفقًا للباحثين، يمكن استخدام هذا النموذج للاستدلال على خريطة الحوادث حتى في غياب بيانات الحوادث التاريخية، وهو أمر يمكن استخدامه لتخطيط المدينة، واتخاذ القرارات.
ويمكن للتقنية الجديدة أن تمكن السائقين من تجنب الحوادث المحتملة في الوقت الفعلي، كما ستكون شركات التأمين قادرة على إنشاء نماذج تنبؤية تساعد بضبط تحليل المخاطر الذي سيؤثر بدوره على أسعار البوليصة.
كما يشير معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إلى أن حوادث السيارات لا تزال السبب الأول للوفاة بين الأطفال والشباب، بتكلفة اقتصادية تبلغ 3% من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
وبالتزامن مع تطور تكنولوجيا السيارات ذاتية القيادة، فإن العالم في طريقه للقضاء تمامًا على الحوادث في المستقبل القريب.