ومظاهر الحزن هذه ما هي إلّا جزءٌ من المواساة لصاحب العصر والزمان (عجّل الله فرجه الشريف)، لمصابه بفقد أبيه (سلام الله عليه)، وتعبيرٌ عن مشاطرة أئمّة أهل البيت (عليهم السلام) ومحبّيهم وأتباعهم بهذه الذكرى الأليمة والمصاب الجلل، الذي أسبل دموعهم وأحزن قلوبهم في سنة (260هـ)، بفقدهم حجّة الله في أرضه الإمام العسكريّ (عليه السلام).
من جهةٍ أخرى فقد أعدّت العتبةُ العبّاسية المقدّسة كعادتها في كلِّ مناسبةٍ دينيّة تخصّ ذكرى وفيات أهل بيت النبوّة (عليهم السلام)، برنامجاً عزائيّاً تعظيماً لهذا المصاب والذكرى الحزينة.
يُذكر أنّ المؤمنين من أتباع أهل البيت (عليهم السلام) في مختلف أنحاء العالم يُحيون هذه المناسبة الأليمة، مواساةً للإمام صاحب العصر والزمان الحجّة بن الحسن (عجّل الله تعالى فرجه الشريف)، معزّين إيّاه باستشهاد أبيه الإمام الحسن العسكريّ (عليه السلام) الذي استُشهِد على يد أشدّ الخلق ظلماً، حيث دسَّ المعتمدُ العبّاسي له سمَّاً قاتلاً تسمّم على أثره بدن الإمام (عليه السلام)، ولازم الفراش عدّة أيّامٍ يعاني آلاماً مريرة وهو صابرٌ محتسب، حتى استُشهِد وعمره ثمانيةٌ وعشرون عاماً، وكان ذلك في اليوم الثامن من ربيع الأوّل سنة (260هـ).