ودعت قيادة الفصائل، في ورشة بعنوان "مستنقع التطبيع بين تساقط الأنظمة... وواجبات الأمة" في مدينة غزة، الأحد، إلى ضرورة وضع استراتيجية عربية واضحة مع تفعيل كافة أدوات المقاومة لمواجهة تداعيات التطبيع، التي أحدثت اختراقًا خطيرًا في الثقافة العربية.
وحذر عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين. د. وليد القططي، من خطورة تطبيع بعض الأنظمة العربية مع كيان الاحتلال، الذي يجعل "إسرائيل" كيانًا طبيعيًا يمكن التعايش معه في المنطقة.
وقال القيادي في الحركة د. القططي، إن "كيان الاحتلال اعتقد أن الدعم الغربي له والحروب الذي خاضها مع المقاومة الفلسطينية والدول العربية غير كافية لتقبل وجوده، ما دفعه إلى الذهاب نحو تطبيع العلاقات مع بعض الأنظمة".
وأضاف القططي، أن الولايات المتحدة الامريكية أرادت وجود منهج إسلامي وفق رؤيتها قادر على تقبل وجود الكيان والتعايش معه، بالإضافة إلى خلق عدو وهمي في المنطقة وجعلها في قلق دائم من اسمه "إيران"، من أجل اختراق الحالة العربية، والاعتماد على "إسرائيل" في حماية عروش الحكام العرب.
وأوضح أن المطلوب لمواجهة التطبيع نشر السلام الفلسطيني والقائم على استرداد الحقوق والأرض المبني على زوال كيان الاحتلال، بالإضافة إلى نشر اسلام ثوري يقاوم المشاريع الاستعمارية والهيمنة الامريكية الصهيونية.
وأكد القططي، ضرورة نشر ثقافة المقاومة بكافة أشكالها والتحصن بها، والتمسك بمشروع التحرير القائم على تحرير فلسطين والعودة على الاستقلال الحقيقي.
بدوره، حذر القيادي في حركة "حماس"، د. إسماعيل رضوان، من خطورة التطبيع على القضية الفلسطينية والكيانات العربية والإسلامية، معتبرًا أن تلك الاتفاقيات تمثل "خيانة وطعنة للقضية وللأمة العربية والإسلامية، وتخلي عن ثوابت الأمة".
وأكد القيادي في حماس، رضوان، أن الاحتلال هو العدو الأوحد لهذه الأمة، وأن التطبيع "لن يسهم في كي وعي الأمة وستبقى القدس العاصمة الأبدية لشعب الفلسطيني، والمطبعين و"إسرائيل" إلى زوال.
وقال: إن "أطماع الاحتلال لن تتوقف عند حدود فلسطين، بل أن أطماعها تتعداها إلى كافة الكيانات العربية والإسلامية"، موضحًا أن العدو يتراجع في هذا الحلم ويتقوقع أمام ضربات المقاومة.
وشدّد على ضرورة مواجه "هذا التطبيع من خلال الحملات الثقافية والتثقيفية والتوعوية لأجيال الامة العربية والإسلامية بحيث تكون عن مخاطر التطبيع"، ويجب أن تكون هذه حملات المقاطعة على كافة الأصعدة.
ودعا رضوان، العلماء وقيادة الأمة والسياسيون والمثقفون إلى قعر يد المطبعين، وعقد مؤتمرات لبيان المخاطر والتأكيد على حرمة التطبيع والحرمة القومية والوطنية، بالإضافة إلى ذلك استمرار المقاومة على صعيد فلسطين والخارج في مواجهة المشاريع الصهيونية الأمريكية واسقاط التطبيع.
من جهته، أكد عضو اللجنة المركزيّة العامة في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة، أن التطبيع أخطر المعارك، لأنه سيحول الاحتلال لكيان طبيعي ويكرس وجوده.
وأوضح القيادي في الجبهة الشعبية، الثوابتة، أن الأنظمة العربية ذهبت للتطبيع، لحماية عروشها والحفاظ على مصالحها من الاندثار، مشدّدًا على أن تلك الاتفاقيات مرفوضة جملة وتفصلا.
ودعا الثوابت، إلى ضرورة وضع استراتيجية ورؤية فلسطينية وعربية واضحة لمواجهة الكيان، مع ضرورة حشد إعلامي رافض للتطبيع، وقادر على مواجهة تداعياته ومخاطره.
من جانبه، دعا الأمين العام لحركة الاحرار، خالد أبو هلال، إلى إسقاط أوسلو وسحب الاعتراف بـكيان الاحتلال، ووقف التنسيق الامني.
وطالب أبو هلال، من الشعوب العربية إلى كسر حلقات التطبيع، والتصدي له عبر خطوات شعبية فعالة وجادة.
وقال الامين العام: إن "اتفاقيات التطبيع المدعومة من الرئيس الامريكي دونالد ترامب، جاءت لتنقل العلاقات التاريخية بين بعض الانظمة العربية وإسرائيل، في إطار حماية حكمها واستعادة تقالديه".