ولد شمس الدين محمد المعروف بـ"حافظ الشيرازي" أعظم شعراء الغزل في إيران ومن كبار شعراء القرن الثامن الهجري، سنة 606هـ في شيراز، وسمي حافظًا لأنه حفظ القرآن واستوعبه وتمثله في وجوده وفاضت قريحته من منهله، فهو ابن الحضارة الإسلامية، وثمرة من ثمارها. وحافظ الشيرازي خير من يعبرون عن معنى «العشق» في الأدب الفارسي. واشتهر حافظ بديوانه، الذي ترجم إلى 27 لغة حية في العالم، والمتكون من سبعمائة قطعة شعرية منها ما يقارب الخمسمائة مضوغة بضرب الغزل. يتسم شعره بذروة الفصاحة والبلاغة والملاحة، وعبّر من خلال شعره عن كافة مكنونات قلبه مثل العشق للحقيقة والوحدة والوصل بين الأرواح، كما عبّر عن غضبه ونفوره من الفرقة والنفاق والرياء والصراعات الظاهرة، واستخدم في أشعاره كلمات وتعابير خاصة، بيّن من خلالها ما يقصده من مفاهيم، وكان أسلوبه مبتكراً وفريداً من نوعه وتعتبر قصائده قمة الإبداع في الأدب الفارسي. ان شعر حافظ هو مزيج من معاني العشق والمعاني الاجتماعية والعرفانية، وفي كل قصائده الغزلية يقصد إلى جانب العبارات العادية إيصال مفاهيم متعالية عن الوجود والحب والعفو والعنف والرياء والخداع الذي يمارسه من يصل إلى السلطة، كما يقصد إيصال جماليات الخلقة والطبيعة والإرادة العرفانية للفكر القوي، وكل واحدة من هذه المضامين لها طابع تعليمي ومليئة بالعبر وتعلّم الناس طريقة ونهج وأسلوب الحياة، ولذلك يكاد لايوجد بيت في إيران يخلو من ديوان حافظ، فالإيرانيون يحترمون ديوانه كثيراً ويتبادلون مع ديوانه أسرارهم ومكنونات نفوسهم وذلك عن طريق التفاؤل بأشعاره، ولهذا فهم يطلقون عليه لقب "لسان الغيب" و"ترجمان الأسرار". وتوفي حافظ الشيرازي عام 791 هـ /1388 أو 1389م. ودفن في حديقة سميت فيما بعد بالحافظية في شيراز تكريما له.