وتهدف الرواية الى تصحيح الأخطاء الكبرى التي وقعت أثناء التعامل مع القرآن الكريم، والتي أشار إليها قول رسول الله(ص): "يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله، ينفون عنه تحريف الغالين، وانتحال المبطلين، وتأويل الجاهلين".
وهذا الجزء ـ كما يذكر المؤلف ـ يقتصر على تحريفات الغالين، ويشملون (أولئك المؤمنين الصادقين في إيمانهم، لكنهم نتيجة مبالغاتهم وتشددهم وغلوهم في بعض الأمور، وقعوا في التحريف من غير أن يقصدوه أو يشعروا به).
وتبدأ الرواية من زيارة معلم القصد والاعتدل لتلميذ القرآن، ليدعوه للرحيل إلى بلدة الغالين، للمساهمة معه في الدعوة للاعتدال والوسطية والتعامل المقاصدي مع القرآن الكريم.
وعندما ذهب تلميذ القرآن للبلدة تفاجأ باهتمامها الكبير بالقرآن الكريم، في نفس الوقت الذي لم تظهر عليهم آثاره العملية، لا في حياتهم، ولا في سلوكهم، ثم يكتشف أن سبب ذلك هو غلوهم في بعض قضاياه أو علومه عن التدبر والتأثر والانفعال.
وأول تلك المحال التي رأى مبالغة أهل تلك المدينة فيها، هي الرسم والإملاء القرآني، وقد سمع منهم وجوه المبالغة فيه، وأسبابها، لكن تدخل المعلم، وطريقته الحكيمة في التعامل مع تلك القضية، جعلتهم يميلون إليه، ويقبلون قوله في كتابة المصاحف وتعليم القرآن الكريم بالإملاء العادي.. وقد كان ذلك أول توجيه وتصحيح لأهل تلك المدينة، جعلهم يثقون في المعلم، والذي استطاع بطريقته الخاصة أن يؤثر فيهم، ويجعلهم يقبلون كل ما يطلبه منهم.
وهكذا، انتقل إلى المهتمين بالقراءات والتجويد، وصحح لهم ما يقعون فيه من مبالغات، ودعاهم إلى ما ورد في القرآن الكريم من اليسر والسهولة.
وبذل المؤلف جهداً كبيراً في طرح كل القضايا بسهولة ويسر واستيعاب، ولذلك كثر أبطال الرواية والمتحدثون فيها، سواء من الغلاة المنحرفين، أو من غيرهم.
بالإضافة إلى ذلك؛ فإن الكتاب رغم حجمه الكبير والذي يتجاوز 800 صفحة استطاع أن يطرح أكثر العلوم القرآنية، ويشرح كيفية التعامل المقاصدي معها، حتى لا تخل بالتدبر الصحيح، أو التطبيق الحقيقي للقرآن الكريم ومقاصده.. وهو في أثناء ذلك يرد على الشبه المختلفة، سواء تلك التي تعرض لعامة الناس، أو تلك التي طرحها غيرهم.