ويحيى ملايين المؤمنين من داخل وخارج العراق ليلة الأربعين بين الحرمين لتكون كربلاء شبه خالية من موطئ قدم لإكتظاظها بالحشود المعزية التي زحفت منذ أيام مشياً على الأقدام يدفعهم العشق الحسيني ومبادئ الثورة الخالدة صوب كعبة الأحرار مجددين البيعة والولاء لإمامهم {ع} ورسالتهم مواجهة الظلم والجور والإنتصار للعدل والحق ملبين هتاف {هيهات منا الذلة}.
وتجري الزيارة بإنسيابية كبيرة بكافة الجهود الأمنية والخدمية والصحية والنقل فضلاً عن تأمين الطعام والشراب وغيرها من الخدمات التي لا تعد ولا تحصى في محفل عالمي وتجمع بشري قل نظيره.
والغريب والاستثنائي في مسيرة الاربعين، ان هذه الملايين التي تأتي من داخل وخارج البلاد، لا تحمل معها لا مالاً ولا مؤنة سفر، فكل ما تحتاج اليه هذه الملايين يوفرها العراقيون البسطاء العاملين على جانبي الطريق التي تؤدي الى كربلاء والذي قد يصل الى مئات الكيلومترات، واللافت ايضاً ان هناك تنافساً شديداً بين خدام زوار الحسين {ع} العاملين في المواكب التي تعمل على مدار الساعة بين جانبي الطريق صوب المدينة المقدسة كربلاء، على خدمة الزائرين.
تتكرر هذه الملحمة المليونية، رغم التحديات الاقتصادية والامنية والصحية التي يعيشها العراق، في مشهد يعكس وحدة وتكاتف أبناء الشعب الواحد مهما حاول الأشراء والأعداء دق أسفين التفرقة والتناحر لكنهم جسدوا بحق وبواقع ملموس انهم فوق هذه التخرصات والمحاولات البائسة تجمعهم راية الحق التي رفعها سيد الشهداء.