وقد ضجت مواقع التواصل الاجتماعي حيث وصف الناشطون الايرانيون "لندي" بالبطل اليافع، مستذكرين شهداءهم الشباب الذي ضحوا بدمائهم خلال الحرب المفروضة على الجمهورية الاسلامية في ايران (1980 الى 1988)، أمثال الشهيد حسين فهميده وبهنام محمدي وغيرهم.
وتم تشييع جثمان لندي من أمام المستشفى الذي كان يرقد فيه بحفل رسمي وشعبي، رافقته تحية عسكرية.
وفي وقت سابق من الأسبوع الجاري، نشب حريق في بيت بإحدى حارات مدينة إيذة في محافظة خوزستان جنوب شرقي إيران، فسارع اليافع علي لندي لإخماد النيران استجابة لنداءات استغاثة سكان البيت، وأنقذ سيدتين، إحداهن امرأة كبيرة في السن، وذلك قبل وصول رجال إطفاء الحريق.
لكن بعد إنقاذه اهل المنزل المحترق، التهمت النيران أنحاء جسده ونقل سريعاً إلى مستشفى "الإمام موسى الكاظم" في مدينة أصفهان، وتواصل وزير الداخلية الإيراني أحمد وحيدي بمحافظ خوزستان صادق خليليان، مصدراً تعليماته لتوفير كافة خدمات العلاج له، غير أن الحروق العميقة التي شملت 90 % منه قد أودت بحياته.
وأثارت تضحية اليافع الإيراني بنفسه في سبيل إنقاذ مواطنين في مدينته استحسان الإيرانيين والإشادة الواسعة بما قام به وأطلقوا عليه في شبكات التواصل لقب "البطل اليافع".
هذا وقدم قائد الثورة الاسلامية تعازيه ومواساته لأسرة "علي لندي".
وكان الرئيس الايراني "اية الله سيد ابراهيم رئيسي" قد بعث رسالة عزاء لمناسبة وفاة لندي قائلا: ان اسم هذا الفتى العزيز الذي ألقى بنفسه وسط ألسنة اللهب بشجاعة لإنقاذ حياة شخصين، سيتم تسجيله ضمن الأبطال الوطنيين لهذه الارض، إلى جانب الشهيدين حسين فهميدة وبهنام محمدي (من الفتيان الأبطال خلال سنوات الدفاع المقدس الحرب المفروضة ضد الجمهورية الاسلامية في ايران من جانب نظام صدام البائد في العراق 1980-1988).
كما وتقدم رئيس مجلس الشورى الاسلامي الايراني محمد باقر قاليباف بأحر التعازي والمواساة لعائلة الفقيد وجميع أبناء محافظة خوزستان ومدينة ايذه برحيل هذه الشخصية العظيمة.
وضجت مواقع التواصل بخبر البطل اليافع واستذكر الايرانيون الذي يحيون حاليا "أسبوع الدفاع المقدس (الحرب المفروضة)"، استذكروا شهداءهم الابطال من الشباب اليافعين الذي ضحوا في سبيل أرضهم وعرضهم ضد قوات البعث الصدامية، ومنهم الشهيد حسين فهميدة الذي فجر نفسه بدبابة للعدو في حين لم يتجاوز الـ13 ربيعا والشهيد بهنام محمدي الذي استشهد دفاعا عن مدينة خرمشهر وهو ايضا لم يكن يتجاوزه عمره الـ13 عاما.
ووصل وسم #علي_لندي الى الترند يوم أمس واليوم وغرد الايرانيون مطالبين بوضع قصص الشهيد علي لندي وأمثاله من شهداء الحرب في الكتب وتدريسها في المدارس لأطفالهم.
"كيوان ساعدي" غرد معلقا: "لقد كان سماويا قبل مفارقته الحياة.. ألهم الله عائلة علي لندي بالصبر والسلوان".