وفي لقاء مع الإعلاميين الأميركيين قال امير عبداللهيان ان الأولوية الرئيسية للحكومة الجديدة هي متابعة سياسة خارجية متوازنة. لدينا برنامج للتواصل مع جميع دول العالم، والجهة الوحيدة التي لا تمتلك الشرعية بنظرنا ولن يتم اقامة أي اتصال بيننا وبينها هي كيان "إسرائيل" المزيف الذي لا نعترف به. ولدينا مواقف واضحة ودقيقة تجاه سياساته غير البناءة وممارساته التخريبية في المنطقة.
وفيما يتعلق بأمريكا، قال وزير الخارجية الايراني: معيارنا هو مشاهدة السلوك العملي للسياسيين الأمريكيين. سنتخذ القرارات بناءً على السلوك العملي للسيد بايدن.
وبشأن الاتفاق النووي، أشار أمير عبد اللهيان إلى أن الأميركيين من جهة يؤكدون على العودة إلى الاتفاق النووي ومطالبة إيران بالعودة إلى محادثات فيينا، ولكن في الوقت نفسه يفرضون عقوبات جديدة على إيران، واصفاً هذا النوع من السلوك بالمتناقض الذي لا يحمل اي رسالة بناءة.
وأشار وزير الخارجية إلى أن الحكومة الجديدة، منذ بدء مهامها، أعلنت سياستها الواضحة والصريحة تجاه الاتفاق النووي القائمة على مواصلة المفاوضات، وعدم الإبتعاد عن الاتفاق النووي، ومتابعة العودة الكاملة لجميع الأطراف إلى الاتفاق النووي، وأكد أن نافذة الفرصة هذه لن تكون مفتوحة إلى الأبد.
ووصف زيارة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي لطهران ولقائه بالرئيس الجديد لمنظمة الطاقة الذرية والاتفاق البناء الذي أبرماه بأنه علامة أخرى وخطوة إيجابية من جانب إيران.
وفي جانب آخر من تصريحاته، أشار أمير عبد اللهيان إلى تلقي رسائل إعلامية ودبلوماسية من البيت الأبيض متضاربة، وقال: الحكومة الإيرانية الجديدة حكومة عملية. بالنسبة لنا، أفعال المسؤولين الأمريكيين ووفاؤهم بالتزاماتهم أمر مهم اكثر من الاقوال. من غير المقبول أن يتحدث بايدن عن مفاوضات واتفاق وحتى طلب إجراء محادثات ثنائية مع إيران، بينما يواصل السياسات الخاطئة للرئيس الأمريكي السابق ترامب. إن سلوك أمريكا هو الذي سيحدد نتيجة مفاوضات الاتفاق النووي. منذ أن تولى السيد بايدن منصبه، لم يتم اتخاذ أي إجراء بناء سوى تصريحاته المتناقضة.
وأشار وزير الخارجية الايرانية'>وزير الخارجية الايرانية إلى عدم تمكن ايران من استخدام أموالها وأصولها في بنوك اليابان وكوريا الجنوبية وبعض الدول الأخرى لشراء الأدوية واللقاحات المطلوبة، ووصف العقوبات الأمريكية بأنها جريمة وإرهاب.
وأضاف وزير الخارجية الايراني: نحن نراجع محادثات فيينا وستستأنف محادثات فيينا قريبا. وشدد في الوقت نفسه على أننا نعتبر المفاوضات بناءة عندما تكون لها نتائج ملموسة وعملية.
وبشأن القضايا الإقليمية، أشار أمير عبد اللهيان إلى أن السياسة الخارجية للحكومة الإيرانية الجديدة تسعى إلى إقامة أفضل العلاقات مع دول الجوار والمنطقة، معتبرا المحادثات الجارية في الخليج الفارسي، والمبادرات البناءة لإعادة السلام إلى اليمن وسوريا وكذلك تشكيل حكومة شاملة في أفغانستان والتقدم والتنمية في العراق كأولويات رئيسية للسياسات الإقليمية.
وأضاف وزير الخارجية الايراني إن إعطاء الأولوية لجيراننا والقارة الآسيوية لا يعني تجاهل الأولويات الأخرى، بل متابعة سياسة خارجية متوازنة وعلاقات خارجية نشطة مع جميع الدول، على أساس الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة، هي مبادئ السياسة الخارجية للحكومة الجديدة.
وتابع: يمكن للولايات المتحدة أيضا أن تستغل هذه الفرصة من خلال إعادة النظر في سياساتها الخاطئة وغير البناءة تجاه الجمهورية الإسلامية الإيرانية. يتمتع الشعب الإيراني بتاريخ وحضارة عظيمين، وعلى المسؤولين الأمريكيين أن يعلموا أن لغة العقوبات والتهديدات لن تنجح كما ثبت لهم خلال الأربعين عاما الماضية. نتوقع أن يأتي المسؤولون الأمريكيون إلى فيينا برؤية واقعية واتخاذ إجراءات عملية وإيجابية وبناءة بدلاً من الكلام، وألا يشكوا في أنه إذا أرادوا التحدث مع استمرار اللهجة والسلوك غير البناء السابقين، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تبقى مكتوفة الأيدي.