وتسلم العراق اللوح الأثري من الملحمة التي تعد أحد أقدم الأعمال الأدبية في التاريخ، بعد الحدث الكبير باستعادة 17 ألف قطعة أثرية دفعة واحدة أواخر تموز/يوليو الماضي من الولايات المتحدة .
وأكد الباحث المختص بالآثار، مفتش أثار وتراث محافظة ذي قار، عامر عبد الرزاق، أن العراق تمكن من استعادة لوح جلجامش الذي يحكي حلم "جلجامش"، هذه الملحمة التي تعد واحدة من أقدم الملاحم في العالم والأقدم في التاريخ البشري إذ تعود لـسنة 3500 قبل الميلاد.
وبين عبد الرزاق، أن ملحمة جلجامش تتألف من 11 لوحا جميعها تم اكتشافها في مكتبة آشوربانيبال ، لكن هذا اللوح "حلم جلجامش" مهم ونادر جدا كونه يحكي قصة الملحمة في العصر السومري وليس كباقي القطع المكتشفة من الملحمة التي تتحدث عن ما كتب عنها في العصر الآشوري.
وأضاف، استطاع المفاوض العراقي إقناع الجانب الأمريكي والقضاء الأمريكي بأحقية العراق بهذه القطعة الأثرية الرافدينية النادرة واسترجاعها.
واختتم مفتش الآثار البارز، هذا كله أتى بجهود حثيثة من وزارتي السياحة والأثار العراقية والخارجية والسفارة العراقية في واشنطن والهيئة العامة للأثار والتراث بإنجاح هذه المفاوضات.
واللوح الأثري مصنوع من الطين ومكتوب عليه بالمسمارية جزء من "ملحمة جلجامش" التي تعتبر أحد أقدم الأعمال الأدبية للبشرية، وتروي مغامرات أحد الملوك الأقوياء لبلاد ما بين النهرين في سعيه إلى الخلود.
ووفقا للسلطات الأمريكية، فإن هذا الكنز الأثري سرق من متحف عراقي عام 1991 ، ثم اشتراه عام 2003 تاجر أعمال فنية أمريكي من أسرة أردنية تقيم في لندن وشحنه إلى الولايات المتحدة، من دون أن يصرّح للجمارك الأمريكية عن طبيعة الشحنة. وفقا لموقع "العربي".
وفي سبتمبر/ أيلول 2019، صادرت السلطات الأمريكية هذه القطعة الأثرية إلى أن صدق قاض فدرالي في نهاية يوليو/ تموز على إعادتها إلى العراق ورغم صغر حجمه، فإنّ قيمة هذا اللوح الأثري تُعتبر "هائلة".
وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية العراقية، أحمد الصحاف في تصريح: في 5 أغسطس/آب، ان اللوح المسماري الموسوم بـ"لوح جلجامش" والذي تمت مصادرته من قبل السلطات الأمريكية المختصة بعد أن كان بحوزة متحف الكتاب المقدس وهو قيد نزاع قضائي مدني بين الشركة المذكورة ومزاد (Christie) سيتم إعادته إلى العراق حال اكتمال الإجراءات القانونية.
واستطاع العراق بجهود حثيثة من خلال الدبلوماسية الثقافية، في غضون أشهر قليلة استرداد أكثر من 17300 قطعة أثرية لدى اميركا ودول أخرى، كانت قد سرقت من مواقع تاريخية تعرضت للنبش والنهب قبل وبعد عام 2003.
الجدير بالذكر أن العديد من المواقع الأثرية في العراق تعرضت للنهب والسرقة خلال السنوات الماضية ومنها ما بعد الاجتياح الأمريكي عام 2003 وإسقاط نظام المقبور صدام حسين، وصولًا إلى استيلاء تنظيم "داعش" الإرهابي في 2014 على أجزاء واسعة من شمالي وغربي العراق وقيام عناصره بتهريب الآثار وبيعها في الخارج.