وقال تجمع المهنيين السودانيين في بيان : إن "تصريحات دونكيشوت وتابعه سانشوبانزا نهار اليوم إنما تمثل رصاصة الرحمة على الشراكة المتهالكة، شراكة الخنوع والالتفاف على غايات ديسمبر المجيدة"، ويقصد بذلك رئيس المجلس السيادي عبد الفتاح البرهان ونائبه محمد دقلو "حميدتي".
وتابع: "ليكن في علم طغمة المجلس العسكري، أن ثائرات وثوار السودان هم حماة الثورة وأصحاب القرار، وهم من سينهي شراكتكم البائسة، وهم من سيعيد دفع قطار ديسمبر على طريق العدالة التي تفرون منها وستطالكم، ويصلون به إلى محطات الحرية والسلام"، وهو تاريخ ثورة الشعب السوداني ضد نظام عمر البشير.
ودعا "كل قوى الثورة الحية"، التي وصفها بأنها "لم تهادن أو تصافح المجرمين"، إلى "اليقظة والتمسّك بأسباب وحدتهم والاستعداد ليتموا ما بدأوه لتخليص السودان وإلى الأبد من بقايا الطغاة وأزلامهم".
وختم بالقول: "شعبنا الصاحي لن يرى في النور أشباح الظلام، ولن يعود لعهود الذل والطغيان، انتهى الدرس".
من جهتها، اعتبرت قوى إعلان الحرية والتغيير، أحد شركاء السلطة الحالية في السودان ، انتقادات البرهان و دقلو (حميدتي) للقوى السياسية تستهدف "النكوص " عن التحول المدني الديمقراطي" مشددة على أنها ستتصدى لذلك بـ"كل قوة وصرامة".
وكان عبد الفتاح البرهان قال خلال حفل تخريج قوات عسكرية غرب العاصمة الخرطوم إن القوى السياسية غير مهتمة بمشاكل المواطنين ، فيما اعتبر حميدتي السياسيين هم السبب في الانقلابات العسكرية وذلك على خلفية محاولة انقلابية فاشلة وقعت مؤخرا .
وقالت اللجنة الإعلامية لقوى إعلان الحرية والتغيير في بيان له:"إنه عقب المحاولة الانقلابية الفاشلة صدرت ردود فعل، بينها حديث رئيس مجلس السيادة ونائبه، حفلت بمغالطات واتهامات لا أساس لها من الصحة ضد قوى الحرية والتغيير".
ويوم الثلاثاء، أعلن وزير الدفاع، الفريق ركن ياسين إبراهيم، عن إحباط محاولة انقلاب قادها اللواء الركن عبدالباقي الحسن عثمان بكراوي، ومعه 22 ضابطا آخرين برتب مختلفة وضباط صف وجنود.
ورأت أن "حديث رئيس مجلس السيادة الانتقالي ونائبه هو تهديد مباشر لمسار الانتقال الديمقراطي، ومحاولة لخلق شرخ بين قوى الثورة المدنية والجيش".
ومنذ 21 آب/ أغسطس 2019، يعيش السودان فترة انتقالية تستمر 53 شهرا تنتهي بإجراء انتخابات مطلع 2024، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وقوى مدنية، بينها ائتلاف إعلان الحرية والتغيير، وحركات مسلحة وقعت مع الحكومة اتفاق سلام، في 3 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
ورأت قوى التغيير أن حديث البرهان ونائبه يهدف إلى تقويض اسس المرحلة الانتقالية، التي لا تعرف إلا طريق واحد هو التحول المدني الديمقراطي ، الذي يريد رئيس مجلس السيادة ونائبه النكوص عنه ، وهو ما لن نسمح به وسنتصدى له بكل قوة وصرامة".
وأضافت أن أهم درس من المحاولة الانقلابية هو ضرورة الإسراع بإصلاح الأجهزة العسكرية والأمنية وتنقية صفوفها من فلول النظام السابق، في إشارة إلى الرئيس المعزول عمر البشير.
وفي 11 نيسان/ أبريل 2019، عزلت قيادة الجيش البشير من الرئاسة (1989-2019)؛ تحت ضغط احتجاجات شعبية مناهضة لحكمه.
وشددت قوى التغيير على أحقية الشعب في الاطلاع على نتائج التحقيق في المحاولة الانقلابية، وأن يُقدم من خطط ونفذ إلى المحاكمة العادلة والعلانية، وأن تشارك أجهزة الدولة المدنية في التحقيقات مع الأجهزة العسكرية.