وذكر لافروف أثناء مؤتمر صحفي مشترك عقده في موسكو اليوم السبت مع نظيره القطري محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، أن مستجدات الوضع في أفغانستان ومحيطها بعد إتمام انسحاب حلف الناتو شغلت حيزا مهما في محادثاته مع نظيره القطري اليوم.
وأشار لافروف إلى أن لدى موسكو والدوحة اهتماما مشتركا لأن يعطي المجتمع الدولي الأولوية لمساعي وقف التصعيد في أفغانستان ومنع امتداد أي ظواهر سلبية منها إلى الدول المجاورة، مضيفا أن روسيا ترحب بجهود الشركاء القطريين الرامية إلى إطلاق حوار أفغاني أفغاني.
وثمن وزير الخارجية الروسي خبرة قطر الطويلة في التوسط بين الحكومة الأفغانية المنهارة وحركة "طالبان" التي عادت إلى الحكم في البلاد مؤخرا واستضافت مفاوضات الدوحة، لافتا إلى أن هذه الخبرة مفيدة جدا في الظروف الحالية.
وتابع: "جهود قطر الرامية إلى المساعدة في تقديم عملية تشمل كافة القوى السياسية والعرقية في أفغانستان مهمة جدا بطبيعة الحال لمنع تجدد أعمال العنف وتشكيل مؤسسات حكم جديدة مع مراعاة مصالح كافة فئات المجتمع الأفغاني".
وأكد لافروف أن روسيا تعطي الأولوية لاحتواء التداعيات الإنسانية الوخيمة الناتجة عن الأحداث الأخيرة في أفغانستان، مبديا قلق موسكو والدوحة المشترك إزاء خطر ازدياد النزوح عن أفغانستان إلى دول الجوار ومنها إلى أوروبا.
وقال: "شددنا على ضرورة حل هذه المشكلة في أسرع وقت ممكن، وذلك يتطلب تفعيل قدرات كافة الدول المعنية وبالدرجة الأولى تلك التي أدت سياساتها في أفغانستان إلى هذه التطورات المؤسفة".
وتطرق لافروف إلى تصريحات الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ الذي ألقى فيها اللوم في ما حصل على الحكومة الأفغانية المنهارة وقواتها، معتبرا أن حلف شمال الأطلسي يحاول بذلك التهرب من المسؤولية.
وتابع: "بطبيعة الحال يجب على الناتو التحلي بقدر أكبر من الموضوعية في تقييمه للوضع في أفغانستان وممارسة قدر أكبر من النقد الذاتي".