واعتبر إياه امتداداً للخط الكوفي المميز الذي يعشقه لارتباط هذا الخط بالحضارتين العربية والإسلامية، ما جعله من أكثر الخطوط جمالاً وتنوعاً في العالم حسب الشيخ علاوة بيطام.
ولد الخطّاط علاوة بيطام وهو فنان عصامي سنة 1958 ببلدية أولاد عوف بدائرة عي التوتة بولاية باتنة، بدأ حفظ القرآن الكريم وعمره 6 سنوات وختمه في الـ 12 من عمره ملتحقاً بعدة كتاتيب ومساجد ومكتبات بمفرده يتعلم ويتكون يغرف من امهات الكتب خاصة الادبية منها والدينية الموجودة بالمدارس القرآنية والزوايا التي زارها.
وقضى بها وقتا معتبراً من عمره يتتلمذ على أيدي فقهاء المدينة وأساتذتها حتى كوّن شخصية قوية فنية ودينية وأدبية جعلت منه مفخرة لمدينة عين التوتة.
ولقي إتمام مشروع كتابة المصحف الشريف بخط اليد استحساناً كبيراً لدى سكان ولاية باتنة، الذين ثمّنوا مبادرة الخطاط رغم قلة الإمكانيات المادية خاصة وانه انجز المشروع بإمكاناته الخاصة، الأمر الذي جعل المشروع يستغرق 3 سنوات من الجد والبحث والإصرار على تحقيق الهدف والحلم الذي راود الخطاط المبدع علاوة بيطام منذ صغره.
وأشار المبدع إلى أنّ الخط العربي المغربي الذي يعشقه من بين أهم الخطوط التي لها بعد جمالي ساحر وتنوع كبير، ويعكس الهوية العربية والإسلامية بحس فني وجمالي راق، بالإضافة لقيمته الروحية والدينية العميقة، ما جعله يعشق هذا الخط ويرسم حروف القرآن الكريم به.
ولم يتوقف الفنان علاوة بيطام عن كتابة المصحف الشريف بيده بل جعل من ولعه بالشعر العربي فرصة ثمينة لتلخيص تاريخ العراق وحضارتها العريقة في 2894 بيت شعري، تناول فيه أهم الأحداث التاريخية التي عاشها هذا البلد والمحطات الحاسمة في مسيرة بنائه وجاء اختياره للعراق لما تزخر به من تاريخ طويل وحافل بالإنجازات الحضارية، خاصة ما تعلق بمختلف الحروب التي خاضتها أو شهدتها بلاد الرافدين على مر التاريخ.
وقد استغرق العمل على هذا المشروع الفني والثقافي الهام بمحله الصغير المخصص لبيع الحلويات بحي النصر بمدينة عين التوتة، 4 سنوات كاملة.
وينتظر هذا المبدع التفاته تكريماً يليق بإنجازاته الفنية التي افنى فيها زهرة شبابه وسحابة عمره، إضافة إلى طبع أعماله الأدبية ودعمه لمواصلة إنجاز بعض المشاريع الفنية والأعمال الثقافية.