وقال في اتصال هاتفي اجراه مع رئيس المجلس الاوروبي شار ميشال، ان الجمهورية الاسلامية لم ولن تنقض الاتفاق النووي اطلاقا، بل الامريكيون هم الذين انسحبوا منه وانتهكوه.
واضاف ان ايران ترغب في توسيع علاقاتها، وبمختلف المجالات مع الاتحاد الاوروبي والدول الاعضاء فيه على اساس رعاية الاحترام المتبادل، والتركيز على المشتركات والحؤول دون تاثير العناصر الخارجية في هذه الاواصر.
كما عبر الرئيس الايراني ان بلاده تتطلع الى نجاح اوروبا في مضيها على نهج الاستقلال الاستراتيجي.
وقال رئيسي إن استمرار واستقرار العلاقات الثنائية مع الاتحاد الأوروبي وكل من الدول الأعضاء يعتمد على مبدأ الاحترام المتبادل والتركيز على القواسم المشتركة ومنع تأثير العوامل الخارجية على هذه العلاقات ، مضيفا أن هذه القضية تتطلب إرادة عملية من الجانب الاوربي وعدم ربطها بإرادة القوى التي تحاول التفرد مثل الولايات المتحدة.
وقال رئيسي خلال المباحثات الهاتفية حول التطورات في افغانستان انه يجب على جميع الدول العمل معا لتشكيل حكومة في أفغانستان يمكنها أن تجلب السلام والأمن والهدوء والتنمية للبلاد ويثق بها الشعب الأفغاني.
وقال الرئيس رئيسي لقد ثبت اليوم أكثر من أي وقت مضى أن وجود الدول الأجنبية ، وخاصة الولايات المتحدة ، في أفغانستان لم يوفر الأمن ولم يجلب سوى الحرب وسفك الدماء والدمار لهذا البلد وعلى الرغم من التواجد المباشر للولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي على مدى عشرين عاما ، فإن إنتاج المخدرات والاتجار بها في أفغانستان لم يتوقف أو ينخفض فحسب ، بل زاد أكثر من 45 ضعف .
وأشار آية الله رئيسي ، إلى أن تجربة 20 عامًا من الوجود الأمريكي في أفغانستان ، أثبتت أن حل مشاكل أفغانستان ليس بمقاربة عسكرية وإرسال الدبابات والمعدات العسكرية ، وقال أن احترام حقوق الإنسان وحقوق المرأة والاطفال هي هواجس جدية للجمهورية الإسلامية الايرانية فيما يتعلق بأفغانستان وسنبذل قصارى جهدنا لحماية الحقوق المشروعة للشعب الأفغاني.
ومضى يقول : ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ستبذل قصارى جهدها لصون حقوق الشعب الافغاني المسلم.
وقال الرئيس الإيراني إن إجلاء الرعايا الأوروبيين والأمريكيين من أفغانستان ليس المرحلة الأخيرة من تطورات البلاد وقال ان الجمهورية الاسلامية الايرانية ترى ان غياب حكومة شاملة بمشاركة جميع القوميات في افغانستان ستوجه ضربة كبيرة لمستقبل هذا البلد ولامن اوروبا.
وأضاف رئيسي: "العالم كله شهد أن إيران كانت الدولة الوحيدة التي اتخذت موقفًا جادًا وواقعيًا في التصدي لداعش في العراق وسوريا" مضيفا ان "الشهيد القائد سليماني" الذي يعد بطل مكافحة الارهاب في المنطقة والعالم، اغتيل بواسطة الحكومة الاميركية.
وتابع اية الله رئيسي : لقد كان المتوقع من الدول الاوروبية ان تتخذ موقفا عادلا من جريمة اغتيال الشهيد سليماني، وذلك في سياق ادانة الارهاب والدفاع عن بطل الحرب ضد ظاهرة الارهاب.
وفي إشارة إلى وجود حوالي 4 ملايين لاجئ أفغاني في إيران اليوم ، قال رئيسي: "إن الجمهورية الإسلامية الايرانية ملتزمة باستضافة الإخوة والأخوات الأفغان باحترام والعمل على إرساء دعائم الأمن والاستقرار والسلام والطمأنينة وإقامة حكومة شعبية في أفغانستان." تعرف.
وتعليقا على تصريحات "ميشال"، حول "جهود الاتحاد الاوروبي المتعلقة بالاستقلال الاستراتيجي فيما يخص علاقاته مع الولايات المتحدة"، قال رئيس الجمهورية : انا نتطلع الى نجاح اوروبا في مضيها على نهج الاستقلال الستراتيجي.
وعن موضوع احياء الاتفاق النووي، اكد على ان "الجمهورية الاسلامية الايرانية لم ولن تنقض هذا الاتفاق اطلاقا، بل الاميركيون هم الذين انسحبوا من الاتفاق النووي وانتكهوا بنوده ومع ذلك ، كان من المتوقع أن يفي الأوروبيون بالتزاماتهم في الاتفاق النووي ، لكن الأوروبيين لم يفوا بالتزاماتهم في الاتفاق النووي ."
وبشأن تعاون إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، قال رئيسي: "إن التعاون الجاد للجمهورية الإسلامية الإيرانية مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية هو مثال واضح على إرادة إيران للشفافية في أنشطتها النووية ومن الطبيعي أنه في حال التعامل غير البناء في الوكالة الدولية للطاقة الذرية ، فمن غير المعقول توقع رد بناء من إيران فالاجراءات غير البناء تخل بطبيعة الحال بمسار المفاوضات أيضًا.
وصرح اية الله رئيسي : ان الجانب الاهم في هذا الامر، هو انه رغم ذهاب ادارة ترامب ومجيئ حكومة بايدن، لكنه لم يحدث على ارض الواقع اي تغيير في سياسات واشنطن حول طهران؛ بل وذات النهج أي الحظر والضغط على إيران لا يزال قائما.
من جانبه، نوه رئيس مجلس اوروبا في هذا الاتصال، الى "رغبة الاتحاد الاوروبي الجادة في توسيع علاقاته الثنائية وتطوير تعاونه الاقتصادي مع ايران".
وقال ميشال : ان الحظر خلف اثارا غير مرغوب فيها على العلاقات الاوروبية الايرانية؛ الامر الذي شكل احد اسباب تركيز الاتحاد على موضوع الاستقلال الستراتيجي.
وخلص الى القول : ان الاتحاد الاوروبي يرغب في ان يبقى شريكا صادقا لايران، كي نشهد مزيدا من الاستقرار داخل المنطقة.