وقام معهد ابرار للابحاث الدولية المعاصرة في طهران ومعهد الدراسات الاستراتيجية التابع للخارجية الايرانية، بإعداد كتاب “سياسة الجوار للجمهورية الاسلامية الايرانية؛ الواجبات والمتطلبات” بالاستفادة من 10 خبراء في مجال العلاقات الدولية في ايران، وصفوا الجوانب المختلفة لسياسة الجوار في الجمهورية الاسلامية الايرانية.
ويقول عابد اكبري في مقدمة هذا الكتاب: إن إيران بحاجة ماسة إلى ادراك مزاياها النسبية الفعلية في بيئة اقليمية مستقرة. وتعني البيئة المستقرة وجود حد ادنى من الاستقرار السياسي والامني بحيث يمكن متابعة خطط واولويات الدولة على المستوى التكتيكي والاستراتيجي.
وهناك اجماع على انه على الرغم من هذه الامكانات الجغرافية المحتملة، فإن البيئة المجاورة لايران غير مستقرة لعدة اسباب، بما في ذلك عدم الاستقرار السياسي (بسبب تضارب المصالح بين المجموعات المختلفة) والتدخل الاجنبي. وان التبعية السياسية والامنية لبعض دول المنطقة قد وفرت الارضية لاستنزاف المنطقة، وبالتالي التدخل الاجنبي.
لذلك، يجب ان يركز الجزء الرئيسي من مهمة السياسة الخارجية الايرانية على المستوى الاقليمي على المساعدة في استقرار هذه البيئة. ان اعتماد سياسة خارجية جديدة في بداية الالفية الشمسية يعني تبني استراتيجيات وسياسات دولية واقليمية يمكنها، مع مراعاة التغييرات الرئيسية في النظام الدولي، ان تبدل الميزة الجغرافية البحتة لايران (ثاني أكبر دولة من حيث عدد الجيران في العالم) إلى ميزة جيوسياسية وتمهيد الطريق لتشكيل سياسة جوار متماسكة.
كما شرح كتاب سياسة الجوار، جزء من ماهية وكيفية تقدمها وضرورة سياسة الجوار الايرانية في أبعاد مختلفة. وعلى هذا النسق، احتوى الكتاب على مقالات ومواضيع مختلفة مثل التصميم النظري والمفاهيمي لسياسة الجوار، متطلبات الدبلوماسية في تعزيز سياسة الجوار، وتغيير السياسات الاقليمية وتعزيز سياسة الجوار، والعديد من المقالات والموضيع الآخرى حول سياسة الجوال للجمهورية الاسلامية الايرانية.