منها ما يذكرُه المحقِّق السيّد عبد الرزاق المقرَّم في مقتله:
"لم يزلْ السبطُ الشهيدُ حليفَ القرآن منذ أن أنشأ الله كيانه، لأنَّهما ثقلا رسول الله (صلّى الله عليه وآله) وخليفتاه على أمّته، وقد نصَّ الرسولُ الأعظم (صلّى الله عليه وآله)، بأنَّهما لن يفترقا حتّى يردا عليه الحوض، فبذلك كان الحسين (عليه السلام) غيرَ مبارحٍ تلاوةَ القرآن طيلة حياته وحتّى بعد مماته".
ورَوَى أَبُو مِخْنَفٍ عَنِ الشَّعْبِيِّ أَنَّهُ صُلِبَ رَأْسُ الْحُسَيْنِ (عليه السّلام) بِالصَّيَارِفِ فِي الْكُوفَةِ، فَتَنَحْنَحَ الرَّأْسُ وَقَرَأَ سُورَةَ الْكَهْفِ إِلَى قَوْلِهِ: ﴿...إِنَّهُمْ فِتْيَةٌ آمَنُوا بِرَبِّهِمْ وَزِدْنَاهُمْ هُدًى﴾، فَلَمْ يَزِدْهُمْ ذَلِكَ إِلَّا ضَلَالًا.
وَفِي أَثَرٍ أَنَّهُمْ لَمَّا صَلَبُوا رَأْسَهُ عَلَى الشَّجَرِ سُمِعَ مِنْهُ: ﴿..وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنقَلَبٍ يَنقَلِبُونَ﴾، وَسُمِعَ أَيْضاً صَوْتُهُ فِي دِمَشْقَ يَقُولُ: لا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ.
وَسُمِعَ أَيْضاً وَهُوَ يَقْرَأُ: ﴿أَمْ حَسِبْتَ أَنَّ أَصْحَابَ الْكَهْفِ وَالرَّقِيمِ كَانُوا مِنْ آيَاتِنَا عَجَبًا﴾، فَقَالَ زَيْدُ بْنُ أَرْقَمَ: أَمْرُكَ أَعْجَبُ يَا ابْنَ رَسُولِ اللَّهِ.
ويقولُ الفاضلُ الدربنديّ في (أسرار الشهادة) عن مسلمة بن كهيل قال: رأيتُ رأس الحسين(عليه السلام) على قناةٍ وهو يقرأ: (فَسَيَكْفِيكَهُمُ اللهُ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) البقرة-137.
وإلى ذلك قال الشاعر:
لهْفِي لرأسِكَ فوقَ مَسلوبِ القَنا يَكسُوهُ مِنْ أنوارِهِ جِلْبابا
يتلُو الكِتابَ عَلى السِّنانِ وَإنَّما رَفَعُوا بهِ فوقَ السِّنان كِتابا