وعبرت النعوش الملفوفة بأعلام الولايات المتحدة واحداً تلو آخر أمام الرئيس الديموقراطي، وزوجته جيل، على مدرج قاعدة دوفر، في ديلاوير.
وكان الثنائي الرئاسي الامريكي الذي ارتدى زيّ الحداد، إلتقى منتصف النهار أسر الضحايا، بحضور وزير الدفاع لويد اوستن، ووزير الخارجية انتوني بلينكن، ورئيس هيئة الأركان الجنرال مارك ميلي، ومسؤولين آخرين في الجيش.
وسبق المراسم صعود الوفد الرئاسي على متن طائرة النقل الضخمة "C-17" التي حملت النعوش الـ13، لـ"أجل صلاة خاصة قصيرة، وفق ما قاله البيت الأبيض".
يذكر أن أسرتان من 13 طالبتا ألا يتم تصوير إنزال رفات فقيديهما.
وكان البنتاغون كشف السبت هويات الجنود الـ13 الذين قتلوا في اعتداء الخميس، وكان لخمسة من بينهم عمر هذه الحرب، 20 عاماً، وهي الأطول في تاريخ الولايات المتحدة.
وأسفر الاعتداء الذي تبناه تنظيم "داعش- خراسان عن أكثر من 100 قتيل، وهي الحصيلة الأكثر دموية لقوات "البنتاغون" منذ 2011 في أفغانستان.
ورداً على اعتداء مطار كابل، شنت واشنطن ضربة بواسطة طائرة من دون طيار في أفغانستان، أسفرت عن مقتل عنصرين في تنظيم "داعش - خراسان" وإصابة ثالث، محذرة من أن هذه الضربة لن تكون "الأخيرة".
وفيما كان بايدن وزوجته يقفان إلى جانب أسر الضحايا، أعلن البنتاغون تنفيذ ضربة "دفاعية" استهدفت آلية مفخخة بهدف "القضاء على تهديد وشيك" لمطار كابل مصدره التنظيم نفسه.
وتم إجلاء نحو 114 ألفاً و400 شخص من أفغانستان بينهم نحو 5500 مواطن أمريكي عبر جسر جوي ضخم منذ الرابع عشر من آب/اغسطس.
ويوجه الجمهوريون سيلاً من الانتقادات الشديدة لبايدن على خلفية إدارته عمليات الإجلاء.
وقال زعيم الجمهوريين في مجلس الشيوخ السناتور النافذ ميتش ماكونيل، أمس الأحد: "واحد من أسوأ قرارات السياسة الخارجية في التاريخ الأميركي".
وأضاف أنه "أسوأ من سايغون"، فيما لا يزال سقوط هذه المدينة في نهاية حرب فيتنام عام 1975 يمثّل ذكرى أليمة في الولايات المتحدة.
وتابع ماكونيل الذي كان رافضاً لقرار الانسحاب المنبثق من مفاوضات أدارتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في 2020: "لأننا حين غادرنا سايغون لم يبق إرهابيون يتطلعون لمهاجمتنا على أرضنا".
بدوره، بدا السناتور الجمهوري بن ساسي عاجزاً عن احتواء غضبه في لقاء مع شبكة "ايه بي سي" صباح الأحد، وقال إنّ "جو بايدن وضع قواتنا في خطر لأنّه لم تكن لديه خطة للإجلاء".