واعتبر المتحدث باسم المكتب السياسي لحركة "طالبان" الأفغانية في قطر، سهيل شاهين، أن نفوذ روسيا يمكن أن يساعد في تسوية الوضع في ولاية بنجشير الأفغانية، التي ترفض الخضوع للحركة.
ونقلت عنه وكالة "نوفوستي"، رده على سؤال عما إذا كانت "طالبان" طلبت من سفير روسيا لدى كابل، ديمتري جيرنوف، أن يقوم بالتوسط في مفاوضات بين الحركة وقوات المقاومة المتحصنة في بنجشير: "أعتقد أن هذا الأمر سيتم مناقشته مع استخدام النفوذ (الروسي)، الذي هو مرحب به وقيم".
وتشهد أفغانستان في الأيام الأخيرة توترا جديدا بين حركة "طالبان" والقوى المناهضة لها التي تحصنت في ولاية بنجشير شمالي العاصمة الأفغانية، حيث ترفض أعداد من قوات الحكومة السابقة بقيادة أحمد مسعود (نجل الزعيم الطاجيكي الراحل لـ"تحالف الشمال")، ونائب الرئيس الأفغاني السابق، أمر الله صالح، قبول حكم "طالبان"، معلنة استعدادها لإبداء المقاومة المسلحة للحركة.
وكان أحمد شاه مسعود الذي اغتيل في عملية لتنظيم "القاعدة" في عام 2001، قد وقف في وجه حركة طالبان خلال تلك السنوات، وقاد "تحالف الشمال" الذي كان قوامه قوات من القوميتين الطاجيكية والأوزبكية، ومنعها من بسط سيطرتها على بنجشير.
ويبدو أن تجربة الحركة المريرة في المنطقة، إضافة إلى التضاريس الصعبة، وعدم اكتمال انسحاب القوات الأمريكية، تدفع طالبان إلى التريث، والاكتفاء بحصار المنطقة، في محاولة للضغط من أجل استسلام المتحصنين هناك، وتشكيل حكومة مختلطة تضم مسؤولين من الحكومات الأفغانية السابقة، للحل بطريقة سلمية.
وتعد بنجشير منطقة استراتيجية، تبعد عن العاصمة كابل نحو 150 كيلومترا، وتحوي الطاجيك بشكل أساس.