وفي تفاصيل الخميس الـ21 من أغسطس/ آب لعام 1969، يروي رئيس الهيئة الإسلامية العليا في مدينة القدس الشيخ عكرمة صبري، شهادته على ذلك اليوم الأليم.
وكان الشيخ "صبري" حينها يقطن في حيّ الجوز، شرق مدينة القدس، ويقول: إنه عند الساعة 6:30 صباح الخميس الموافق 21 /8 /1969، شاهد أعمدة الدخان وهي تتصاعد في السماء، وهرع برفقة الجيران نحو الحريق فإذا بالمسجد الأقصى يشتعل.
ويصف كيف هبّ الفلسطينيون كأسراب الحمام رجالًا ونساءً من جميع أحياء القدس، نحو المسجد الأقصى يُكبرون ويبكون، وينقلون التراب والماء من بيوتهم ومن الآبار المجاورة لإطفاء الحريق.
وأعاقت سلطات الاحتلال في ذلك اليوم وصول سيارات الإطفاء الفلسطينية إلى المسجد الأقصى، لكنّها تمكنت فيما بعد من الوصول عند الساعة العاشرة صباحًا.
وزعمت سلطات الاحتلال أن الحريق كان بفعل تماس كهربائي، لكنّ مهندسين عرب أثبتوا أنه تم بفعل فاعل، نافين وجود أي خلل حينها في كهرباء "الأقصى".
ويُتابع: "اقتحم متطرف أسترالي الجنسية يدعى دينيس مايكل روهان "الأقصى"، وأشعل النار في المصلى القبلي مستخدمًا موادَّ شديدة الاشتعال وغير متوفرة بالأسواق، وإنما تتوفر لدى الدول والجيوش فقط، وهو ما يؤكد مشاركة حكومة الاحتلال بالحريق".
إثر ذلك عقدت الهيئة الإسلامية العليا اجتماعا عاجلًا، ثم مؤتمراً صحفياً، حمّلت فيه حكومة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن الحريق.
وأعلنت الهيئة عن تشكيل لجان هندسية وأخرى مالية لمتابعة الأضرار الناجمة عن الحريق وترميمها، وفقًا لحديث الشيخ عكرمة صبري.