ومع سيطرة قوات الحركة على ثامن عاصمة إقليمية في أفغانستان، أضاف المسؤول، إن "التقييم الجديد لمدى قدرة كابول على الصمود يستند إلى المكاسب السريعة التي تحققها طالبان في أنحاء البلاد مع مغادرة القوات الأجنبية بقيادة الولايات المتحدة".
وقال مصدر أمريكي مطلع على تقييمات المخابرات إن آراء قدمت مجموعة من النتائج المحتملة، من سيطرة سريعة لـ"طالبان" ومعركة طويلة إلى اتفاق محتمل عبر التفاوض بين "طالبان" والحكومة الحالية.
وتابع قائلاً: "لكن هذه ليست نتيجة محتومة"، معتبراً أنه بمقدور قوات الأمن الأفغانية "قلب الأمور من خلال إبداء مزيد من المقاومة".
ونقلت "رويترز" عن مصدر أمني غربي في كابول، قوله إن "جميع مداخل المدينة، الواقعة في واد محاط بالجبال، مكتظة بمدنيين فارين من العنف الدائر في مناطق أخرى، مما يجعل من الصعب تحديد ما إذا كان هناك مقاتلون من طالبان يدخلون أيضاً إلى المدينة"، مضيفاً أن "المخاوف تتعلق بدخول انتحاريين إلى الأحياء الدبلوماسية بهدف الترويع وشن هجوم وضمان مغادرة الجميع في أقرب فرصة".
وكان مسؤول كبير في الاتحاد الأوروبي ذكر أمس الثلاثاء، أن "قوات طالبان تسيطر الآن على 65% من أفغانستان، وإنها تسيطر أو تهدد بالسيطرة على 11 عاصمة إقليمية".
وسيطرت "طالبان" على مدينة فايز أباد عاصمة إقليم بدخشان في الشمال الشرقي اليوم الأربعاء، بينما تواجه القوات الأفغانية صعوبة في إيقاف هجمات الحركة.
وجاءت سيطرة "طالبان" على المدينة في الوقت الذي توجه فيه الرئيس أشرف غني إلى مدينة مزار الشريف، أكبر مدن شمال البلاد، لحشد زعماء الميليشيات السابقين للدفاع عنها بينما تقترب قوات طالبان منها.
وقال عضو المجلس المحلي في إقليم من بدخشان، جواد مجددي، إن "طالبان" ضربت حصاراً على فايز أباد قبل شن هجوم على المدينة يوم الثلاثاء، مضيفاً أنه "مع سقوط فايز أباد بات الشمال الشرقي بأكمله تحت سيطرة طالبان".
ويقع إقليم بدخشان على الحدود مع طاجيكستان وباكستان والصين.
وفي الجنوب، قال سكان إن القوات الحكومية تحارب مقاتلي "طالبان" حول مدينة قندهار، مؤكداً أن "آلاف المدنيين من المناطق النائية لاذوا بالمدينة".
واستجابةً للتقدم السريع لـ"طالبان" قرّر الرئيس الأفغاني تسليح المدنيين، وطلب المساعدة من ميليشيات إقليمية "للنهوض دفاعاً عن الحكومة".
وكان الرئيس الأمريكي، جو بايدن، قال أمس، إنه لا يشعر بالندم على قراره سحب القوات الأميركية من أفغانستان.
وفي تصريحات للصحفيين بالبيت الأبيض، رداً على سؤال حول قرار سحب القوات الأمريكية من أفغانستان بعد 20 عاماً من التواجد هناك، شدد الرئيس الأميركي على أن "خطط انسحاب القوات الأمريكية تظل كما هي دون تغيير".
المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، أوضحت من جهتها أن بايدن "لا يزال يرى أن سيطرة طالبان، على كابول أو البلاد ليست حتمية وأنه يجب في هذه المرحلة إظهار الإرادة السياسية للتصدي".
وتعهدت طالبان بعدم مهاجمة القوات الأجنبية لدى انسحابها لكنها لم توافق على وقف لإطلاق النار مع الحكومة. ولم يفض التزام طالبان بالمشاركة في محادثات سلام مع الحكومة إلى شيء "في ظل تطلعها للنصر العسكري".
ولم تتمكن طالبان مطلقا خلال حكمها بين 1996 و2001 من السيطرة التامة على الشمال، لكنها مُصممة هذه المرة على إخضاعه قبل تضييق الخناق على العاصمة.
وقال قيادي كبير في "طالبان" لـ"رويترز" إن رئيس المكتب السياسي للحركة الملا عبد الغني برادر إلتقى بالمبعوث الأمريكي الخاص بالمصالحة الأفغانية السفير زلماي خليل زاد في الدوحة أمس الثلاثاء. ولم يُكشف النقاب عن تفاصيل الاجتماع.