قال الحافظ نور الدين الهيتمى (المتوفى 807): "عن أبي ذر وسلمان، قالا: أخذ النبي صلى الله عليه وآله وسلم بيد علي فقال: إن هذا أول من آمن بي، وهذا أول من يصافحني يوم القيامة، وهذا الصديق الأكبر، وهذا فاروق الامة يفرق بين الحق والباطل، وهذا يعسوب المؤمنين، والمال يعسوب". وعن سلمان رحمه الله، قال: "أول هذه الامة ورودا على نبيها صلى الله عليه وآله وسلم أولها إسلاما علي بن أبي طالب رضي الله عنه ". وعن ابن عباس، عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، قال: "السبق ثلاثة: السابق إلى موسى : يوشع بن نون، والسابق إلى عيسى صاحب ياسين، والسابق إلى محمد صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب رضي الله عنه ". وعن عروة بن الزبير، قال: "أسلم علي وهو ابن ثمان سنين ". قال الحموئي: "عن أبي أيوب قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: لقد صلت الملائكة علي وعلى علي سبع سنين، لأنا كنا نصلى وليس معنا أحد يصلى غيرنا ". وعن ابن عباس، قال: "إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أول من صلى معي علي".
قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لفاطمة عليها السلام: "أما ترضين أني زوجتك أول المسلمين إسلاما، وأعلمهم علما"، وقال صلى الله عليه وآله وسلم لها: "زوجتك خير امتي أعلمهم علما، وأفضلهم حلما، وأولهم سلما ". قال العلامة الأميني رحمه الله: "هذا (أي أولية إسلامه وهو ابن تسع أو ثمان أو غير ذلك) ما اقتضته المسالمة مع القوم في تحديد مبدأ إسلامه عليه السلام، وأما نحن فلا نقول إنه أول من أسلم بالمعنى الذي يحاوله ابن كثير وقومه، لأن البدأة به تستدعي سبقا من الكفر، ومتى كفر أمير المؤمنين حتى يسلم؟ ومتى أشرك بالله حتى يؤمن؟ وقد انعقدت نطفته على الحنيفية البيضاء، واحتضنه حجر الرسالة، وغذته يد النبوة، وهذبه الخلق النبوي العظيم، فلم يزل مقتصا أثر الرسول قبل أن يصدع بالدين الحنيف وبعده، فلم يكن له هوى غير هواه، ولا نزعة غير نزعته، وكيف يمكن الخصم أن يقذفه بكفر قبل الدعوة وهو يقول: ـ وإن لم نر صحة ما يقول إنه كان يمنع امه من السجود للصنم وهو حمل.أيكون إمام الامة هكذا في عالم الأجنة ثم يدنسه درن الكفر في عالم التكليف؟ فلقد كان صلوات الله عليه مؤمنا جنينا ورضيعا وفطيما ويافعا وغلاما وكهلا وخليفة.
ولو لا أبو طالب وابنه
لما مثل الدين شخصا وقاما
بل نحن نقول: إن المراد من إسلامه وإيمانه وأوليته فيهما وسبقه إلى النبي فيالاسلام هو المعنى المراد من قوله تعالى عن إبراهيم الخليل عليه السلام: وأنا أول المسلمين ، وفيما قال سبحانه عنه: إذ قال له ربه أسلم قال أسلمت لرب العالمين ، وفيما قال سبحانه عن موسى عليه السلام: وأنا أول المؤمنين وفيما قال تعالى عن نبيه الأعظم: آمن الرسول بما انزل إليه من ربه وفيما قال: قل إني امرت أن أكون أول من أسلم ، وفي قوله: وامرت أن أسلم لرب العالمين ".
قال العلامة الشيخ خليل: "ويوم جهر النبي بدعوته كان علي أول الناس إسلاما، وأسبقهم إيمانا، بل الواقع الصحيح أنه عليه السلام لم يكن أول الناس إسلاما، وأسبقهم إيمانا، بل كان أول الناس إعلانا لاسلامه وجهرا بإيمانه لأن ذينك الإسلام والإيمان كانا كامنين في أعماق قلبه في كل كيانه يعيشهما بعمق وتأمل وهو في كنف الرسول صلى الله عليه وآله وسلم يستمد منه هديا وإيمانا تماما كما يستمد القمر من الشمس نورا وضياء، وإذا لعلي قدر ما لم يقدر لسواه من البشر...".
قال محمد بن طلحة الشافعى: "لما نزل الوحي على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وشرفه الله سبحانه وتعالى بالنبوة كان علي يومئذ لم يبلغ الحلم وكان عمره إذ ذاك فيالسنة الثالث عشرة، وقيل أقل من ذلك، وقيل أكثر، وأكثر الأقوال وأشهرها انه كان لم يكن بالغا، فإنه أول من أسلم وآمن برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من الذكور، وقد ذكر عليه السلام ذلك وأشار إليه في أبيات قالها بعد ذلك بمدة مديدة، نقلها عنه الثقات ورواها النقلة الأثبات:
محمد النبي أخي وصنوي
وحمزة سيد الشهداء عمي
وجعفر الذي يضحي ويمسي
يطير مع الملائكة ابن امي
وبنت محمد سكني وعرسي
منوط لحمها بدمي ولحمي
وسبطا أحمد ولداي منها
فأيكم له سهم كسهمي
سبقتكم إلى الإسلام طرا
غلاما ما بلغت أوان حلمي
وأوجب لي ولايته عليكم
رسول الله يوم غدير خم
فويل، ثم ويل، ثم ويل
لمن يلقى الاله غدا بظلمي
قال العلامة الأميني رحمه الله: " قال علي عليه السلام: أسلمت قبل أن يسلم الناس بسبع سنين".
قال عليه السلام: "عبدت الله مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم سبع سنين قبل أن يعبده أحد من هذه الامة".
قال عليه السلام:"آمنت قبل الناس سبع سنين".
قال عليه السلام:"ما أعرف أحدا من هذه الامة عبد الله بعد نبينا غيري، عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة تسع سنين".
قال عليه السلام:"عبدت الله قبل أن يعبده أحد من هذه الامة خمس سنين ".