يستخدم فاقدي البصر أو أصحاب النظر الضعيف عدد من التقنيات التي تساعدهم على تصفح الإنترنت، ومن أهم تلك التقنيات هي خاصية قراءة ووصف محتوى الشاشة، إلاّ أنّ استخدام هذه الخاصية على شبكة مثل "إنستاغرام" قد يكون غريباً.
فهذه الخاصية على "إنستاغرام" تبدأ في توضيح عدد من المعلومات أولاً، وهي اسم ناشر الصورة، وقت نشرها، وعدد الإعجابات، إلى جانب هذا، تعمل خاصية قارئ الشاشة على توضيح محتوى الصورة.
وفي هذه الحالة، يتم قراءة نص وصفي مخصص للصورة، مثل: "أحمد وأنا نقف بجانب الشاطئ، ويظهر على أحمد الإرهاق".
خاصية قراءة الشاشة على إنستاغرام
تعتمد خواص قراءة الشاشة "Screen Reader" على نصّ يقوم المستخدمين بإدخاله يدوياً، لكن عادةً ما يهمل المستخدمين إضافة هذا النص، وفي هذه الحالة تقوم الخاصية بقراءة نص افتراضي.
وحسبما ذكرت منسقة شبكات التواصل الاجتماعي في الاتحاد الوطني للمكفوفين Danielle McCann، فإنّ ما تقوم تقنيات قراءة الشاشة بإنتاجه من محتوى صوتي في هذه الحالة قد يكون مثيراً للسخرية في أوقات عديدة، وفي أوقات أخرى يتم وصف محتوى الصور بشكل خاطئ.
وقد ذكرت أنّها في وقت قريب، وأثناء تصفح إنستاغرام بالاعتماد على قارئ الشاشة نظراً إلى أنّها كفيفة، قد سمعت الوصف "قطتين لونهما بني يجلسان على سطح قماشي"، إلاّ أنّ زوجها كان بجانبها في هذا الوقت، وأوضح لها أنّ هذا وصف خاطئ، إذ إنّ الصورة الأصلية كانت تضم إعلاناً لمتجر متخصص في لوازم الزفاف، ومحتوى الصورة كان عبارة عن إمرأة ترتدي فستان الزفاف، وهو أمر بعيد كل البعد عن القطط.
الأخطاء التي ترتكبها تقنيات وصف محتويات الشاشة كثيرة ومختلفة، إلاّ أنّها ساعدت فاقدي البصر على تصفح الشبكات الاجتماعية حتى لو مع تجربة استخدام غير مثالية.
ويهتم عدد كبير من المستخدمين بتوضيح النّص الوصفي لصورهم، والمعروف باسم Alt Text، وهي خاصية أصبحت شبكات اجتماعية عديدة منها "إنستاغرام" توفرها.
وصف الصّورة والذّكاء الاصطناعي
لكن حتى مع اهتمامهم هذا فقد يخطئ الشخص المعافى في تحديد المعلومات التي تهم فاقد البصر لكي يتخيل محتوى الصورة، وقد ذكرت McCann أنّها تخبر أصدقائها بأنّ كتابة النص الوصفي هو أشبه باختبار لجودة الكتابة، وكيف يمكنك وصف المحتوى بدقة في أقل عدد كلمات ممكن، إذ يجب أن تكون هذه النصوص واصفة ومفهومة، وليست نصوص أدبية صعبة الفهم.
هذا وكشف موقع "فيسبوك" للمرة الأولى في عام 2019 عن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي لوصف الصور، حيث أصبح بإمكان المستخدم أن يرى النص الذي ستكون تقنيات قراءة الشاشة قادرة على الوصول إليه.
على سبيل المثال، تمّ رؤية محتوى مثل "ربما تضم هذه الصورة أشخاص واقفين"، "ربما تضم أشخاص يبتسمون".. إلخ.
من ناحية أخرى، الذكاء الاصطناعي الخاص بـ"فيسبوك"، والمستخدم أيضاً في إنستاغرام، قادر على تقديم وصف للصورة، لكنه لا يزال ضعيفاً، ولا يزال يعاني من أخطاء قد تفسد فهم محتوى الصورة بالكامل بالنسبة لضعيف البصر.
وبشكل عام، تصفح "إنستاغرام" بالنسبة لفاقدي البصر لا يقدم تجربة متكاملة، لكن في حالة أن صاحب الصورة لم يضع وصفاً مناسباً لها، فهذا يظل الحل الوحيد بالنسبة لهذه الفئة من المستخدمين.