وفي إطار تنظيم المشروع الوطني الـ 1455 للقرآن الكريم في الجمهورية الاسلامية الايرانية يتم يومياً تسليط الضوء علي آية من كتاب الله وتفسيرها وفي هذا الإطار تمّ تفسير الآية 177 من سورة البقرة المباركة "وَأَقَامَ الصَّلَاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ" كما يلي:
وتشير الآية الكريمة إلي صفات مشتركة بين المؤمنين والمحسنين الحقيقيين من منظور القرآن الكريم وهي أولاً: إن المؤمنين لا يتهاونون في إقامة الصلاة ويقومونها بكل أجزاءها وذلك لقوله تعالي "وأقام الصلاة".
وثانياً: إن أهل الإيمان ملتزمون دائماً بأداء واجباتهم المالية المنصوص عليها دينياً وذلك لقوله تعالي "وآتي الزكاة".
وثالثاً: إن المحسنين يوفون بعهودهم إذا عاهدوا كافراً أو مسلماً، إنهم أوفياء لعهودهم مع الله والعباد وذلك لقوله تعالي "وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا".
رابعاً: آخر صفة جاءت للمؤمنين في الآية 177 من سورة البقرة المباركة هي الصبر والصمود في سبيل الله فإن المؤمنين صابرون في البأساء إذا مستهم وفي الضراء اذا آذتهم وحين البأساء إن جاءتهم وذلك لقوله تعالي "وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ".
وإن الصبر من منظور القرآن الكريم يعني أن الإنسان يصمد حين يواجه في الحياة مشاكل تثقل كاهله ويقيم واجباته الدينية دون ملل أو كلل ولا يهملها مهما واجه من مشاكل في حياته.
فإن كل من يتصف بهذه الصفات بحسب الآية الكريمة هو مؤمن صادق ومتق لربه ولهذا تختتم الآية الكريمة بقوله تعالي "أُولئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَ أُولئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ".
جدير بالذكر أن مشروع "1455" الوطني للقرآن الكريم في إيران انطلق 26 يونيو / حزيران الماضي بتنظيم قناة القرآن والمعارف التلفزيونية الايرانية، وسيستمر لمدة عشرة أسابيع على التوالي. ويقام هذا المشروع تحت شعار "القرآن والأمل والحياة" وبدعم ومشاركة مختلف المؤسسات القرآنية والثقافية في أنحاء البلاد.