وأكدت المقررة التي حققت بمقتل الصحفي خاشقجي داخل القنصلية السعودية بإسطنبول، أن واشنطن لا ترغب بالكشف عن تلك المعلومات وهذا يدلل على أنها “متواطئة” في الجريمة.
وأضافت لصحيفة "الاندبندت": لو كانت لديهم معلومات من أي نوع أو مصدر يتعلق بالقتل، أو معلومات تشير بأصابع الاتهام لولي العهد السعودي، أو التوقف في القاهرة ولم يكشفوا عنها، فإنهم يجعلون أنفسهم متورطين في محاولة الإفلات من العقاب.
وقضت كالامار ستة أشهر تحقق في ظروف مقتل خاشقجي، وتوصلت في تقريرها إلى أن عملية الإعدام مدبرة على مستويات عليا، وهناك أدلة موثوقة عن تورط محمد بن سلمان.
وكشفت صحيفة "نيويورك تايمز"، في حزيران/ يونيو، أن فريق القتل تلقى تدريبات أولية في شركة تعهدات أمنية "تير وان غروب" ومقرها اركنساس، والتي تملكها شركة سندات خاصة، وهي "سيربيروس كابتيال مانجمينت".
وتعهد الرئيس جوزيف بايدن في حملته الرئاسية بمعاقبة السعودية، والتشدد معها أكثر من سلفه دونالد ترامب. لكنه لم يتخذ أي إجراءات ضد ولي العهد، الذي يشير تقرير وكالة الأمن القومي الأمريكي إلى أنه أمر بالعملية.
ودعت كالامار، التي حققت في الجريمة بما في ذلك الاستماع إلى تسجيل صوتي من 15 دقيقة لم يكشف عنه كل الحكومات التي تملك أدلة لتوفيرها. وعبرت عن خيبة أملها من عودة العلاقات الأمريكية- السعودية إلى طبيعتها وبشكل سريع.
وفي تقريرها الذي صدر عام 2019، قالت إنها تستطيع تأكيد التقارير الإعلامية بأن تركيا والولايات المتحدة كان لديهما معلومات حول التهديدات على حياة الصحفي.
وتابعت: "كل شيء نسمعه يشير إلى علاقة وثيقة بين الولايات المتحدة والسعودية، بما في ذلك المستوى الأمني، وحدث هذا في مقدمة التسريبات وهذه فرضية، وليس لدي المواد لإثباتها".
ورأت أن ذلك يزيد من احتمال حصول المخابرات الأمريكية على معلومات تتعلق بالتهديدات على الصحفي السعودي.
ولم يرد البيت الأبيض على طلب من الصحيفة للتعليق، ولا "سي آي إيه" أو كالة الأمن القومي، فيما قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تستطيع التعليق.
ولم ترد السفارة السعودية في واشنطن أو وزارة الخارجية وواحد من محاميها في الولايات المتحدة على أسئلة الصحيفة، وكذا شركة سيبروس.
وتقدم ناشطون بدعوى قضائية ضد الحكومة الأمريكية، وطالبوها بالكشف عن كل السجلات المتعلقة بالجريمة.
وتساءلت جماعات حقوق إعلامية عن معرفة الولايات المتحدة مقدما بالتهديد لخاشقجي، الذين كان مقيما في أمريكا، وأنها فشلت في القيام بواجبها القانوني وتحذيره.
وانضمت الجماعة إلى منظمة الديمقراطية في العالم العربي الآن التي أنشأها خاشقجي في واشنطن.
وسافرت كالامار، المواطنة الفرنسية ذات الخبرة الطويلة في تحقيق انتهاكات حقوق الإنسان، إلى إسطنبول وأنقرة وأوتاوا وباريس ولندن وبرلين ونيويورك وجنيف وبروكسل.
ولم تستجب السعودية لمطالبها بزيارة المملكة ولقاء المسؤولين هناك. وكشفت أن مسؤولا سعوديا هددها بالاغتيال على ذات طريقة خاشقجي.