وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، غابرييل أتال، إن الرئيس ماكرون، استدعى مجلس الدفاع لعقد اجتماع "استثنائي"، في إثر قضية احتمال استهداف هاتف ماكرون من برنامج التجسس الإسرائيلي "بيغاسوس".
وأعلنت السلطات الفرنسية، يوم الخميس الماضي، تعديل إجراءات التأمين، وخاصة تلك المتعلقة بتأمين الرئيس ماكرون في ضوء قضية برنامج التجسس "بيغاسوس".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصدر في الرئاسة الفرنسية قوله إن "ماكرون غيّر هاتفه ورقمه في ضوء ما تمّ الكشف عنه في قضية برنامج بيغاسوس للتجسس".
يأتي ذلك، بعد ورود تقارير عالمية أثارها تحقيق استقصائي حول استخدام البرنامج الذي تنتجه شركة "إن إس أو" الإسرائيلية في التجسس على رؤساء دول ووزراء ومسؤولين، ونشطاء حقوقيين، وصحافيين في أنحاء متفرقة من العالم.
وكانت تقارير إعلامية فرنسية وأجنبية، شاركت فيه 17 مؤسسة إعلامية كبرى، قد ذكرت أن الرئيس ماكرون، كان واحداً من بين عدد من الزعماء في العالم، يُعتقد أنهم استُهدفوا باختراق هواتفهم باستخدام برنامج التجسس الصهيوني "بيغاسوس"، وفقاً لما نقلته صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية.
كذلك قالت صحيفة "لوموند" الفرنسية، الإثنين الماضي، إن وليّ العهد السعودي، محمد بن سلمان، وولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد طلبا التجسّس عبر برنامج "بيغاسوس" التابع لشركة "NSO" الإسرائيلية، على "سياسيين وإعلاميين لبنانيين، بينهم رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال عون".
في المقابل، نفى شاليف هوليو المؤسس والرئيس التنفيذي لشركة (إن إس أو) "ادعاءات" صحيفة لوموند، وأكد أن الرئيس الفرنسي لم يكن هدفاً ببرنامج "بيغاسوس".
صحيفة "يديعوت أحرونوت" الصهيونية، قالت من جهتها "إن الفرنسيين يريدون معرفة ما إذا كانت "إسرائيل" قد فتحت تحقيقاً ضد الشركة الإسرائيلية، وما إذا كانت تنوي تكثيف الرقابة على تصدير البرامج السيبرانية الهجومية".
وأضافت الصحيفة، أنه "بالإضافة إلى ذلك، فإن فرنسا مهتمة بمعرفة ما إذا كانت إسرائيل تعتزم اتخاذ إجراء ضد الشركة إذا تبين أنها تجاوزت تصريح التصدير".
هذا ويعتبر برنامج "بيغاسوس" الأكثر تقدماً في العالم عندما يتعلق الأمر باختراق الهواتف المحمولة، حيث يسمح البرنامج للمستخدم بسحب جميع البيانات من الجهاز، بما في ذلك المراسلات (حتى المشفرة) والصور، دون ترك أي أثر. كما يسمح "بيغاسوس" لمستخدم البرنامج بتنشيط الكاميرا والميكروفون الخاصين بالجهاز المخترق عن بُعد.
وفي السياق، ندّدت منظّمات حقوقية ووسائل إعلام والاتحاد الأوروبي وعدة حكومات بما كشفته تقارير بشأن عمليات تجسس على مستوى العالم، استهدفت ناشطين وصحافيين، عبر برنامج "بيغاسوس"
وقبل أيام، وردت أسماء جديدة على قائمة تجسس برنامج "بيغاسوس" في مقال لصحيفة "واشنطن بوست" من رؤساء دول حاليين ورؤساء حكومات حاليين وسابقين.
ورغم التقارير التي وردت حول البرنامج التجسسي الصهيوني، لم يعلن كيان الاحتلال رسمياً عن التحقيق في القضية، إلا أن مصدرين صهيونيين زعما يوم الأربعاء الماضي، في حديث لوكالة "رويترز"، أن حكومة الاحتلال "شكلت فريق تحقيق لبحث حقيقة استخدام برنامج تجسس إسرائيلي في تعقب زعماء دول ومعارضين حول العالم".