في وقفةِ الحُجّاجِ في عَرَفاتِ
خرَجَ الحسينُ الى عُلا الجنّاتِ
حيثُ الفداءُ بكربلاءَ شَهَادةً
صنعَتْ خُلُوداً عامراً بِنَجاةِ
حجَّ الحسينُ مُضمَّخاً بدمائهِ
في يومِ عاشوراءَ والكُرُباتِ
مِنْ أجلِ إحياءِ الرسالةِ بعدَما
سادَ الطليقُ وعابِدُ الشَهَواتِ
للهِ دَرُّكَ يا ابنَ بنتِ محمدٍ
هاهُمْ بنُو الاحرارِ في الجبَهاتِ
أخذوا بنهجكَ في جِهادِ "دواعشٍ "
خرجُوا على الايمانِ والرَحَماتِ
ضلُّوا ولم تخشعْ قلُوبُهُمو ولم
يسترشِدوا بالوَحيِ والآياتِ
اُذكُرْ اخاكَ بدعوةٍ وصَلاةِ
يا واقِفاً للحَجِّ في عَرَفاتِ
فهناكَ أرضٌ تكتسي بقداسَةٍ
وبقُربِها وَعْدٌ لفجْرٍ آتِ
اُذكُرْ هناك طوافَ أحمدَ خاشعاً
والأطهرينَ بكعبةِ الحُرُماتِ
واذكُرْ دعاءً للحسينِ مُخلَّداً
أبدَى بهِ العِرفانَ بالكلماتِ
ناجى بكلِّ جوارحٍ وجوانِحٍ
يَسترحِمُ المنّانَ بالعَبَراتِ
في الحجِّ موهِبَةُ الإلهِ تكرُّماً
لحجيجٍ اجتمعوا بلا نَعَراتِ
عمَرُوا قلوبَهُمُو رِضاً وموّدةً
ونفوسُهُم عطشى الى الخيراتِ
جاؤوا الى حيثُ الرجاءُ مثابَةً
وجباهُهُم يُشرِقْنَ بالسَجَداتِ
يا حبّذا حجٌّ يوحّدُ شملَنا
حجٌّ يؤولُ الى هُدىً وصِلاتِ
إنّا بَنِي الاسلامِ جسمٌ واحِدٌ
ونبيُّنا هُوَ شافِعُ النَسَماتِ
صلُّوا عليهِ وآلهِ في سَعيِكُم
فهُمُو ثوابُ اللهِ في الصَلَواتِ
____
بقلم : حميد حلمي البغدادي